من أهم عوامل النجاح احترام الرأي الآخر وتقبل النقد



نلاحظ في كل يوم عبر وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمسموعة والمقروءة منها. كثير من الأصوات التي يطلقها عدد من المواطنين من خلال مشاركاتهم بتلك الوسائل فمنهم من ينادي مطالباً أو شاكياً وآخر منتقداً وآخرون مقترحون أو معبرون عن وجهة نظر.. وجميع هذه الأصوات الصادرة والمتنوعة في مطالبها وأطروحاتها ومن مختلف فئات المجتمع.. تقصد جهة واحدة ألا وهي مسامع أجهزتنا الحكومية والإدارات التابعة لها. آملة أن تجد القبول والإجابة لصوتها النابع من روح المواطنة والراغب بالتواصل والمشاركة معها فيما يخدم وطننا ويرقى بمستوى خدماته.
فتمضي الأيام وتتوالى الليالي وما زالت تلك الأصوات المبحوحة.. يحدوها الأمل وتعيش لحظات انتظار وترقب لعل وعسى أن يأتيها صوت القبول والإجابة.. من هذه الجهة الحكومية أو تلك بتلبية طلب أو رد أو إيضاح أو تبن لفكرة أو مقترح.. متخيلة حجم سعادتها في حال تحقق حلمها.. وبينما هي كذلك وإذا بذاك الصوت القادم من بعيد قاصداً مسامعها وقبل أن تميزه وتعيه نهضت من مكانها نهوض الفرح بتحقق آماله ومطالبة فجأة بعد صبر وانتظار طويلين ولكن.. ومع تردد الصوت وتمييزها له شيئاً فشيئاً اتضح لها أن ما سمعته ما هو إلا رجع صوتها وصداه من حيث لا مجيب.. قمة الإحباط والانكسار أن تغتال الفرحة في مهدها وبهذا الشكل.
هذا المشهد يتكرر يومياً لكثير من أبناء الوطن بسبب تعالي وجفاء بعض مسؤولي بعض الأجهزة الحكومية والإدارات التابعة لها في عدد من المناطق بالتزامهم الصمت إزاء ما يطرح في وسائل الإعلام بشأنها من قِبل هذا الكاتب أو ذاك الناقد أو مشاركات بعض المواطنين خصوصاً فيما يتعلق بخدماتها الكائنة أو بما يفترض أن تكون.. مع العلم أن الوضوح والشفافية والمرونة في التعامل والمشاركة في التفكير واحترام الرأي الآخر وتقبل النقد والأخذ بما يخدم المصلحة العامة من آراء وأفكار والرد على ما يكتب كلها صفات وعوامل تساعد المتحلي بها على النجاح والاستمرار في العطاء.


إبراهيم عسكر آل عسكر






حقوق الطبع © محفوظة لصحيفة الوطن