مقال قرأته ولمست به الكثير من الواقع الحالي
للقلم والكاتب بشتى النواحى سواء منتديات او بأرض الشعر
أترككم مع الكاتب / الشاعر : فهد بن محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لست هنا المتفرد برأي ولست محاميا رسميا لوكالة الادب ولست محايدا ً خارج
كوكب المجامله ولكن عندما يتعلق الامر بالابداع فأعتقد الكل يتفق أن الابداع ناتج
شخصي تصنعه قدرات ومواهب انسانيه تقدم للاخرين لأضافة شيئا من الجماليه الفنيه
والتي جبلت النفس البشريه بالتمتع بشتى جماليات الكون ومنها اللغه والصوره في
القصه او القصيده والتركيز هنا ينصب على الشعر وما ادراك ما الشعر وهو موروث
لازم الانسان منذ القدم بل انه مرجع وسجل ذا قيمة تاريخيه وادبيه وسأركز على
ناحيته الادبيه : فالادب عموما والشعر خصوصا ً وهو مدار الحديث هنا يعتمد على
ادوات جماليه خاصة به هناك من يمتلك منها الكثير ويحسن استخدامها وهناك من لا
يمتلكها وهي هبة ربانيه في تكوين النفس فليس الشعر نتاج تعلم او دراسه او تجاره
هو هبه اما ان توجد او لا توجد واذا وجدت امكن صقلها بالتجارب لكن البذرة لابد أن
توجد مسبقا .. لذلك برز شعراء كبار على مر التاريخ يتضح مقدار هذه الهبه لديهم
وقدرتهم على استغلالها الاستغلال الجيد ومن هنا خلد التاريخ قصائد وشعراء لا
يتكررون وفي هذا الزمن المعاش بدأ الشعر يأخذ منحا ً آخر او تهافت على بضاعته
سماسرة السوق فهناك من يظن ان الشعر باب من ابواب الشهره ومنهم من يراه
يضيف للذات قيمة أخرى ومنهم من يراه اداة لبلوغ مآرب شتى ومنهم من يراه مكانه
اجتماعيه فما عاد الشعر مجردا كما كان كونه قيمة أدبيه يلزم تكامل عناصره
وشروطه ليسمى شعرا ومن هنا أتت الشلليه البغيضه ...
فصارت عباره عن اماكن تجمعيه منطوية على حالها تتكرر الاسماء والديباجات وتكاد
تكون عملية تلقائيه في تبادل المصالح البينية من مبدأ قل لي شيئا ً جميلا واسدد لك
الدين بمثله فصارت القصائد متساوية بل أن بعضها يجد مبالغات وتعليقات لا تناسب
ما كتب لأنها لا تنطلق على هذا الاساس ولكنها تركز على الشخص وليس على القيمة
الادبية او القصيده مما جعل الشعر يدخل في عالم التهريج والسطحية والتي أثرت
بدورها على الذوق العام فبدل ان تكون ادواته فطريه وبتفاعلات نفسية متقدة في
الذات اصبحت لوحة مفاتيح ومنتدى ومعرف ومجموعة كلمات وتحتها توقيع بالبنط
العريض ومن ثم تبدأ مرحلة الاحتفاء المتبادل دون تعريض القصيدة لأي نوع من
انواع المرشحات النقدية ويسوق البعض حججه بأنها تشجيع او مجامله رغم بطلان
الحجه فالشعر لا يدخل تحت هذا الباب فهو ناتج هندسي دقيق يجب ان يخضع لأدق
المعايير ليتشكل من رسم هندسي على ورق الى شيء قائم فالمهندس لو أخطأ
بحساباته لسقط البناء وتمت محاسبته ولكن مع الاسف سقطات الشعر يتم التكتم
عليها بتواطىء مسبق في جوف شللية جعلت منه مسخا لا تود النظر اليه احيانا
وتشويه لقيمة الشعر المتجذره على امتداد تاريخنا فيجب ان تتوقف هذه الفوضاء
ويجب ان يلزم الانسان نفسه الصدق فمن المعيب العبث بقيمة ادبيه لاغراض شخصية
وأن نفتقد الجمال الشعري الحقيقي مقابل شعراء الصفحات الصفراء والذين شوهو
اجمل نبتة انتجتها صحارينا ومهجنا العربية
منقول