داء الخنازير
14- 5- 2009
تَشْكو الخَنازيرُ أشْباهَ الـخَنازِيرِ= والعابِـثينَ، بطَيشٍ، كالـصَّراصيرِ
تلاعَبـُوا بالـخَلايا، راسِمينَ لَــها= خرَائِطَ الإِرثِ، واغـتَرُّوا بتَـدبيرِ
فكانَ تَدبيرُهُم عُِنوانَ نَكسَتِـهِم= وأَورَثَــتْهَ اللَّيالي شرَّ تَدميرِ
فَـفَرَّ مِنْ قُمــقُمِ الأبحاثِ مارِدُهُ= مُـحطِّماً ما أَعَدُّوا مِنْ قَواريرِ
وها قدِ انقَلَبَ الـسِّحْرُ الَّذي ابتَـكَرُوا= فانْظُرْ إلى ساحِرٍ، كالفأرِ، مَسْحورِ
ظَـنُّوا الشِّباكَ بأيديهِمْ، فقِيلَ لَهُم:= أَكَلْــتُمُ الـطُّعْمَ، فالْــقَوا ضَرْبَ ساطُورِ
تَصـدَّروا العِلْمَ، والأبدانُ من بَشَرٍ،= وأَوْدَعُوها عُقولاً للْـعَصافِيرِ
ضاقَتْ بِهِمْ حَلَبــاتُ الـنَّاسِ، فانْــطَلَقُوا= إلى الـمَزارِعِ، سَعْــياً غيرَ مَشْكُورِ
قدْ أَفْسَدوا الأرْضَ، بالعِلْمِ الَّذي اقْــتَلَعُوا= مِنْ مُقلَـتَيْهِ شُعاعاً سابِغَ الـنُّورِ
ونَـكَّلوا بِطُيورِ الأَفْقِ فاكتسَبَتْ= شرَّ الوَباءِ، وماتتْ دونَ تَفسيرِ
ومِنْ مآثِرِهِمْ أنْ حلَّ في بَقَرٍ= مسُّ الجنونِ، وهذا دَورُ خِنْزير!
***
فانهَضْ معي، أيُّــها الإنسانُ، مُـتَّـهِماً= حضارةً دوَّنـُوها بالـطَّباشيرِ
ساقُوا الأضاحِيَ مِنْ أبناءِ جِلْدَتِهِمْ= قُرْبانَ تَقْدِيسِهِمْ صوتَ الـدَّنـانيرِ
أُمُّ الـضَّلالاتِ ساقَتْ كُـلَّ أُسْرَتِــها= إلى الـمَصارِفِ، في زِيِّ الـمَواخيرِ
أسواقُ مالٍ أَباحُوا سَوقَها غَنَماً= إلى موائِدِ ذِئْبٍ وافِرِ الـدُّورِ
قَصَّ الأظافِرَ وازدانَتْ تَرائِبُــهُ= برَبْطَةٍ، فَـمَحا خِزْيَ الأَساطِيرِ
قدْ أَوسَعُوا الـرُّوحَ تَنْكيلاً، وَما سلِمَتْ= سِوى الـحُروفِ، رَمَوْها خارِجَ الـسُّورِ
حَـجُّوا إلى كعبةٍ مِنْ صُنْعِ خُبْـلَـتِهِمْ= وما انتِفاعٌ بِـحجٍّ غيرِ مَبْرورِ؟!
***
شادُوا القِلاعَ برَمْلٍ لا ثَباتَ لهُ= فأَقـبَلَ الـمَوجُ مُرتاحَ الأَسارِيرِ
ها قد غَدا الـصَّنَمُ الغَرْبِيُّ، يَـلْفِظُــهُ= دودُ الـتُّرابِ، فيَــبْقى غيرَ مَقبورِ
لَعلَّ جِيفَتَهُ في الأرضِ مَوعِظةٌ= لِـمَنْ يُقَدِّسُ عَظْماً شِبْهَ مَنْـخُورِ
عجِبْتُ مِنْ دينِ أَمْريكا، فَليسَ بِــهِ= وَسْمُ الأناجيلِ أو وَحْيُ الـمَزاميرِ!
شعر / أيمن القادري ،،
تحياتي للمتذوقين