بسم الله الرحمن الرحيم
ساهم محرك البحث الشهير على الشبكة العنكبوتية (google) من كشف حقيقة معلمة تعمل لمدة أربع سنوات دون أن تدخل المدرسة يوما واحدا بعد تثبيتها على المرتبة الرابعة، بل أن هذا المحرك زف لها البشرى بتحسين وضعها وترقيتها من المستوى الأول إلى المستوى الثاني حين تفاجأ زوجها الذي يبحث مع كل حركة تعيين للمعلمات بوجود اسمها ضمن أسماء المعلمات اللاتي شملهن تحسين الوضع الوظيفي.
وفي التفاصيل أوضح الأستاذ عبد الله العنزي ل"الرياض" أن زوجته التي تحمل بكالوريوس لغة انجليزية عملت لمدة أربعة أشهر بإدارة تعليم محافظة القويعية على "بند التعاقد" دون أن تستطيع إكمال مدة العقد البالغة ستة أشهر، بسبب "الولادة" كون المدرسة التي تعمل بها تقع في احد القرى النائية والوصول إليها مكلف لوعورة الطريق، الأمر الذي جعلها تنتظر تعيينا على وظيفة رسمية، لافتا إلى أنها تقدمت لجميع المسابقات الوظيفية التعليمية وغير التعليمية كل عام ولم يحالفها الحظ في التعيين.
ويضيف العنزي قائلا انه ذات يوم أعلن عن نتائج احدى المسابقات الوظيفية الأمر الذي جعله يكتب اسم زوجته الرباعي على محرك البحث جوجل ليفاجأ بان زوجته ضمن المعلمات اللاتي شملهن تحسين الوضع الوظيفي من المستوى الأول إلى المستوى الثاني، على الرغم بأنها لم تعلم بذلك ، مشيرا إلى انه قام بمراجعة وزارة التربية والتعليم "تعليم البنات" لمباشرة زوجته عملها الذي عينت عليه دون علمها، إلا أن محاولته رفضت، مما استدعاه لمراجعة وزارة الخدمة المدنية والذين أفادوه بان لديهم بيانات كاملة لزوجته وان الرجوع إليها من اختصاص وزارة التربية والتعليم، مؤكدا على أن هذا الإجراء علق المعلمة وجعلها لا تستطيع أن تتقدم على أي وظيفة أخرى طيلة الأعوام الماضية.
وعن تاريخ تثبيت المعلمة أوضح العنزي أن زوجته عينت بعد شهر من استقالتها من تعليم القويعية "بند الأجور" وذلك بتاريخ 28/3/1426ه وبعد تقصي حقيقة الأمر اتضح أنه تم ترقيتها إلى المستوى الثاني بعد عامين من تعيينها وذلك بتاريخ 18/5/1428ه ،مضيفا انه في تاريخ 25/3/1430ه صدر قرار لفصلها من العمل.
واستغرب العنزي هذا الإجراء وكيفية مروره على جميع المسؤولين بالوزارة، متسائلا عن مصير رواتب زوجته طيلة أربع سنوات؟، وهل تم صرفها؟، وكيف تم ذلك؟، مطالبا بعودة زوجته لوظيفتها التعليمية وبنفس المستوى وفي مدينة الرياض، إضافة إلى تعويضها بسبب حرمانها من التقديم على الوظائف لوجود بياناتها بوزارة الخدمة كموظفة.
ودعا العنزي جميع الخريجات المتقدمات على الوظائف التعليمية بان يتأكدن من سير تقديمهن خشية أن يكون تعيينهن أشبه بتعيين زوجته.
وكان الأستاذ ياسر بن عوضه العسيري ممثل وزارة التربية والتعليم قد نقل خطاب مديرعام الشؤون الإدارية والمالية بالوزارة رقم 1/19/30121960 بتاريخ 12/3/1430ه، إلى رئيس الدائرة الفرعية الرابعة بالمحكمة الإدارية بمنطقة الرياض للرد على دعوى المعلمة، حيث تضمن الرد أربع نقاط رئيسة، هي:أن من تم التعاقد معهن من قبل إدارة القويعية لمدة 180 يوماً لتدريس اللغة الإنجليزية آنذاك صدّرت قراراتهن الوزارة مباشرة، كما أن تعيين المعلمة وزميلاتها ممن تم التعاقد معهن تم بناءً على الأسماء المرفوعة من شؤون المعلمات، إلى جانب أنه تم تبليغ المعلمة بقرار التعيين بتاريخ 1430/3/28ه ، كما أن المعلمة كانت تشغل المستوى الثاني وقد تم إلغاء تعيينها بعد أن تركت العمل أثناء سريان العقد.
من جانبه أوضح المحامي طارق الدرعان أن الخطأ الذي ارتكبته وزارة التربية والتعليم يعد جسيماً، وألحق بموكلته أضرارا بليغة؛ تتمثل في منعها من العمل لمدة تتجاوز أربع سنوات برغم تعيينها المسبق من قبل الوزارة واستمرارها على رأس العمل طيلة هذه الفترة دون علمها أو تبليغها بقرار التعيين وحرمانها من التقديم على الوظائف الحكومية رغم ما لديها من مؤهلات علمية وخبرات سابقة.
وقال إن ما قامت به وزارة التربية والتعليم يعتبر بلا شك تعديا على حق من حقوق مواطنة سعودية ومنعها من العمل رغم تعيينها بشكل رسمي ونظامي سليم وعدم تبليغها بقرار التعيين حتى تتمكن من مباشرة واستلام عملها.
وأضاف لقد تمادت وزارة التربية والتعليم في ارتكاب الخطأ نفسه في حق المدعية، وذلك بترقيتها وزيادة راتبها دون علمها أو إخطارها بقرار الترقية، ولا تعلم من كان يقوم باستلام رواتبها طيلة هذه الفترة، وعندما اكتشفت المدعية هذا الخطأ سارعت بالمطالبة بالعودة إلى العمل وقد قوبل طلبها بالرفض مما دفعها إلى التظلم أمام ديوان المظالم واختصام وزارة التربية والتعليم التي بادرت بعد رفع الدعوى وبعد الجلسة الثانية منها بفصل موكلتي بدون وجه حق ودون الانتظار لما سيقضي به ديوان المظالم في هذه الدعوى وما سيصدره فيها من حكم.
![]()
صورة ضوئية لرد «التربية» على لائحة الدعوى
![]()