تاريخ نظريتي الحرية والمساواة
إن النداء بتحرير المرأة ومساواتها بالرجل إنما ولدت هذه الفكرة على ارض أوربا النصرانية في فرنسا التي كانت ترى أن المرأة مصدر المعاصي ومكمن السيئات والفجور فهى جنس نجس يجتنب ، ويحبط الأعمال ،حتى لو كان أماً أو أختاً . نشر هذه الفكرة رهبان النصارى في أوربا . ومن هذه المواقف الجافية صار الناس في توتر وكبت شديدين حتى تولدت من ردود الفعل لديهم المناداة بتحرير المرأة والمساواة بين الرجل والمرأة وبالغوا في النداءات للحرية الرامية إلى الإباحية والتحلل من كل قيد فطري أو ديني يمس الحرية للمرأة ، وللأسف إن هذه النظريتين المولودة في الغرب الكافر نقلها المستغربون إلى العالم الإسلامي . فقد كن نساء المؤمنات محجبات منذ عصر النبي صلى الله عليه وسلم إلى منتصف القرن الرابع عشر الهجري . وكانت أول شرارة قدحت لضرب الأمة الإسلامية هي في سفور نسائهم عن وجوههن وذلك على أرض الكنانة في مصر حين بعث والي مصر محمد علي باشا البعوث إلى فرنسا وكان منهم رفاعة الطهطاوي الذي بذر البذرة الأولى للدعوة إلى تحرير المرأة ثم جاء من بعده أحمد لطفي السيد وهو أول من أدخل الفتيات المصريات في الجامعة مختلطات بالطلاب سافرات الوجوه وناصره في ذلك طه حسين عميد التغريب ، وقد تولى كبر هذه الفتنة الداعية للسفور قاسم أمين الذي ألف كتاب (تحرير المرأة ) ولقد نفذ فكرته من بعده سعد زغلول .
ثم ظهرت الحركة النسائية بالقاهرة بتحرير المرأة عام 1337 برئاسة هدى شعراوي وهي أول مصرية رفعت الحجاب وذلك حينما نزع سعد زغلول حجابها عن وجهها فصفق له الجميع .
أما صفية بنت مصطفى فهمي زوجة سعد زغلول كانت في وسط مظاهرة نسائية في وسط القاهرة أمام قصر النيل فخلعت الحجاب مع من خلعته ود سنه تحت الأقدام ثم أشعلن به النار ولذا سمي هذا الميدان باسم ( ميدان التحرير ) . هكذا صارت البداية المشئومة للسفور في هذه الأمة بنزع الحجاب عن الوجه ثم أخذت تدب في العالم الإسلامي في ظرف سنوات قلائل كالنار الموقدة في الهشيم حتى صدرت القوانين الملزمة بالسفور . ففي تركيا أصدر الملحد أتاتورك قانوناً بخلع الحجاب عام 1338 وأصدر قانوناً مدنياً يحرم فيه تعدد الزوجات . وفي إيران أصدر الرافضي رضا بهلوي قانوناً بخلع الحجاب عام 1344 . وفي تونس أصدر أبو رقيبة قانوناً بمنع الحجاب وتجريم تعدد الزوجات ومن فعل ذلك يعاقب بالسجن سنة وغرامة مالية وأصدر قوانين فيها أطلاق الحرية للمرأة إذا تخطت العشرين من عمرها أن تتزوج بدون موافقة والديها . ولذا قال فيه الشاعر العراقي محمد بهجت :
أبو رقيبة لا امتد ت له رقبة لم يتق الله يوماً لا ولا رقبة
وفي العراق كان أول من نادي بنزع الحجاب الزهاوي والرصافي . وفي سوريا والأردن ولبنان وفلسطين انتشر السفور والتبرج والإباحية على أيدي دعاة البعث تارة والقومية تارة أخرى
واليوم يمشي المستغربون الأجراء على الخطى نفسها لضرب فضيلة الحجاب في آخر معقل للإسلام بلاد الحرمين عاصمة المسلمين وحبيبة المؤمنين التي حمى الله قلبها وقبلتها منذ أسلمت ببعثة خاتم الأنبياء والمرسلين إلى يومنا هذا فحاول هؤلاء المفتونون نشر دعواهم وأفكارهم على أعمدة الصحف وبدأو يجرمون الوضع القائم ينادون بالمنكر وهجر المعروف والخروج على الفضائل والقيم بجميع مقوماتها وجعل البلاد مهاداً للتبرج والسفور والاختلاط
وحاولوا استغلال الإذاعات والتلفزة والقنوات والكتب والقصص والمجلات .
قال تعالى ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون )
جمعت هذه المعلومات من كتاب حراسة الفضيلة . تأليف / بكر بن عبدا لله أبو زيد