نظرت الى السماء في ليله... كان فيها
القمر بدرا يكاد يقلب الليل نهارا ..
تتناثر حوله نجوم .. لكن واحدة كانت تختلف
عن غيرها .. يشتد لمعانها حينا .. ويخبو حينا
آخر .. متناوبة مع القمر وكأنها تخاطبه
ويخاطبها.
نور القمر كان طاغيا على كل شيء
إلا ان النجمة تبدو بلمعانها وتألقهاكعروس
في ليلة زفافها
خاطبه القمر قائلا : إقتربي منى أيتها الحسناء
فقالت : إن المسافة بعيدة بيني وبينك
رد القمر : لاتدعي بعد المسافات يفرق بيننا
فقالت النجمة :
هكذا قدر لنا .. أن نلتقي فتجمعنا المحبة
ثم نفترق وتبعدنا المسافات
لكنها ليست كأية مسافات تقاس بالامتار
بل تقاس بحواجز أخرى لاتعلمها إلا القلوب الجريحة
حكاية قلبي التي رويتها على موج البحر .. فتوجعت من حرقتي الأصداف ... وطافت بدمعتي الشطآن .
قصصتها على الصخور فسمعت تنهيدة الحجارة
ورأيت دمعة الجدران .. كتبت حيرتي في كل مكان
فبدا لي العالم كئيبا .. وراح يسألني الجميع
لم أنتي حزينة ؟
.... بدأت أقلب هذا السؤال في أعماقي
وخلوت عند المساء بنفسي أترقب النجمة
في سماء البعد متعلقةً بأمال تشتتها
الأيام .
وكان الحكم قاسيا ... وكانت تلك حكايق قلبي
الجريح .