" وِسَ ـــــــــامُ الـ قَ ــــــــدَرْ "
أفرجت الأرض عن قيود النهار .. لتتناول الليل وتكبّله ,وتبدأ بدورها كما كلّ ليلة باستجوابه عن رحلته بنصف يوم .!
ويبدأ بتسجيل شهادته لكل ظلمٍ وتجبّرٍ أخفشَ عيناه التي يباهي بها كعادته بأنها لا تكترث لما تراه .!
هناك على حافة القرية يقع بيتٌ أو يحطّ كوخ ضئيل قد صنع بيدين متهالكتين لا تقويان على رفع قطعة الخشب قيدَ رمح ,
فبدا للناظر كصخرةٍ مطلية بألوانٍ عشوائية بسبب ترامي مِزَقِ الأقمشة لتسدّ أشعّة الشّمس نهاراً وتحجب البرد ليلاً .
هناك على حافة القرية بداخل ذاك الصندوق تجثم تلك العجوز الطاعنة في السن وقد بلغت عقدها الثامن ،
والتي تفوح منها روائح التجارب ويلمح في وجهها معاجمٌ من الكدّ .. وتنبع من عينيها دموع رحلةٍ طالت عليها .وجسدها يوحي بوعثاء السفر وإن كانت تقطن بصندوقها عقداً من الصّبرْ.!
حين أنهت الأرض استجواب الليل خيّم على محيطها السواد لما سمعته من تمتمات الليل الذي لا يصدّق بدوره ما يقذفه لسانه .وضعت هذه العجوز يداً على عَرْصَتِها وبداً على خِصرها المعووج من كثرة استناد يدها به ، والأصح أن كلاهما يستند بالآخر ورفعت رُكبتَها بعد عراك مع الذبول الذي أكلّها.. والإنحناء الذي يريد أن يُرغم وجهها بالتراب .وهي تنظر كل برهة باقتراب التراب نحوها وتظنّ أن الأرض ترتفع كل يوم ، ولا تعلم بأن ظهرها يلمِّحُ لها بأن الموت قد زاره منذ الأزل . وهي لا زالت تحمله وكأنها توحي إليه بابتعاثهْ .
( حقير هذا التراب .! .. لماذا يتقرب إليها كلّ يوم ؟ أيريد أن يرفع حصيلة الشمَتِ بها على ما تمتلكه من ذلْ .! )
وهاهي ثابتة واقفة بترّحها .! فلقد أعلنتْ الإنتصاب وقت بدئ الشمس بتمتمات الأفول . ولم تنتصب ـ كما تظنّ ـ إلا حين طليت الأرض بذاك الصبغ المعتم .
في تلك الليلة ترقبت خيوط القمر بعينها الضامرة . ولكن القمر يخلف موعده هذه الليلة . فاجتازت حواجز طرّاحتها المستوية بمهارة عمياء لتطبع على حائط صندوقها قبلة بيدها من قوة اتكائها عليه فتهبِش بيدها ليردعها السراج فتستدل على مكانه من شدة الظلمة ، فتتناوله بكلتا يديها وهي فرحةٌ وكأنها تحتضن ولدها أرادت أن تستدل على خصره لتديره حتى يتبّسم لها .ولكنّها لا ترى غير العبوس فعرفت أن السراج لم يومض فتبسمت بتنهّدوعلمت أن الوقود قد انتهى .فعادت لمطرحها حيث الحصير المهمّش ، ورمت بكل جسدها ( الصغير ) وتضع يدها تحت خدها وهي مطروحة فِراشها لتغمض عينيها وتفتحها مبتهجةً بقدوم الشمس لتقسّم أشعتها على الخليقة بعدلْ .
لن ترى النور .. ولن ترى حتى جسدها ..! فالسراج في الحقيقة مضاء ، والقمر يداعب النجوم في تلك الليلة وقد بدا بدراً .! لقد أُضيف إلى ممتلكاتها التي لم تشأْ أن تكون لها ذات يوم ، بل وتوسلت ألا تكتب لها ..! أُضيف لها السواد الدائم ( العمى ) ...!
( فحازت على وسام شتيمة القدر ).!
ليلة الخميس
11/9/2008م
رد: " وِسَ ـــــــــامُ الـ قَ ــــــــدَرْ "
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم
الكاتب المتميز
معاذ آل خيرات
وفقك المولى وأسعدك في الدرارين
على الرغم من النهاية المأساوية التي ختمت بها حروفك والصراع الذي أنتصر فيه القدر بالنهاية كعادته إلا أني فخرت بما قرأت من فن وقلم لكاتب متميز
أتمنى لك المزيد م الرقي الذي تملك لكل مقوماته
يوركت أخي الكريم
سلام وجل الإحترام
ذوق الحروف
رد: " وِسَ ـــــــــامُ الـ قَ ــــــــدَرْ "
هناك حالة اسوأ من العمى ،
وهي رؤية شيء ليس له وجود
القدير معاذ الخيرات
حرفك متنفس نقي في زحمة الأوقات المرهقة
بتلات من الياسمين تليق بك سيدي
يارا
رد: " وِسَ ـــــــــامُ الـ قَ ــــــــدَرْ "
هناك أوسمة تحتلنا احتلالا لا سبيل للتحرر منها
تلك التي نتمنى أن تغادرنا ليسكننا سواها
لكنها تبقى !!
وتبقى الأفراح منفية من صدورنا
سيدي
أنت حرف معشب بالبوح رغم الألم
ومتشح بالاختلاف ..
معاذ آل خيرات /
حضور مليء لا يمكن أن ينضب
الشكر الجزيل
البنفسج
رد: " وِسَ ـــــــــامُ الـ قَ ــــــــدَرْ "
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ذوق الحروف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم
الكاتب المتميز
معاذ آل خيرات
وفقك المولى وأسعدك في الدرارين
على الرغم من النهاية المأساوية التي ختمت بها حروفك والصراع الذي أنتصر فيه القدر بالنهاية كعادته إلا أني فخرت بما قرأت من فن وقلم لكاتب متميز
أتمنى لك المزيد م الرقي الذي تملك لكل مقوماته
يوركت أخي الكريم
سلام وجل الإحترام
ذوق الحروف
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..ومغفرة.
وفّق الله الجميع في داريه.
ليس الكاتب من يميّز نفسه ..!
بل من يجيد تذوّقَ النصِّ إيجاباً كانَ أمْ سلباً.
وسعيدٌ بكَ وبقامتكَ التي أرى فيها السمو الوافِر
ولمقدمك ألف حكايةٍ .. وحكاية .
أرتقِبكَ تُعتِّقُ الزَّوايا
ودٌ يمتدْ
رد: " وِسَ ـــــــــامُ الـ قَ ــــــــدَرْ "
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يــارا تـامر
هناك حالة اسوأ من العمى ،
وهي رؤية شيء ليس له وجود
القدير معاذ الخيرات
حرفك متنفس نقي في زحمة الأوقات المرهقة
بتلات من الياسمين تليق بك سيدي
يارا
أوَ تقرئين لتوماس هاردي؟!
فقد طبع على قلمكِ فكرهُ بتمكن..!
يارا تامر
وهمسكِ روحٌ أبيَّةٌ تأبى أن تَحيدَ عنْ جسدي .
وتُفنِي جهدها إستبسالاً مضنٍ .
ولك حقول الياسمين
ودٌ يمتدْ
رد: " وِسَ ـــــــــامُ الـ قَ ــــــــدَرْ "
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنفسج
هناك أوسمة تحتلنا احتلالا لا سبيل للتحرر منها
تلك التي نتمنى أن تغادرنا ليسكننا سواها
لكنها تبقى !!
وتبقى الأفراح منفية من صدورنا
سيدي
أنت حرف معشب بالبوح رغم الألم
ومتشح بالاختلاف ..
معاذ آل خيرات /
حضور مليء لا يمكن أن ينضب
الشكر الجزيل
البنفسج
وانتظر .. انتظر ..
على سحابة صمتـ ..
امطار ..
ترويـ ضما الأرضـ ..
وتحييـ بقايا النبضـ ..
البنفسج
ليس على النحّات أن يبرر مانحت
ولاعلى شطحات أخيلته من إثم
هنيئاً للحروف بمعانقتك
وهنيئاً لي حين ألقاك
ودٌ يمتدْ
رد: " وِسَ ـــــــــامُ الـ قَ ــــــــدَرْ "
قد تعلو التقاسيم ذل،
وتتوشح الجسد انحناءات توحي بالنهاية،
وعمى يحرم العين من الإبصار !
لكن ..
ثمة شموخ يختبئ ولانراه !
وعزة استوطنت تلك المفاصل المهترئة !
ونووووووووور امتلأت به البصيرة !
فبرغم الألم كان قدرًا توسّمته بكل فخر.
معاذ آل خيرات،،
مشتعل أنت حد التوهُّج،
وغواص ماهر تمكَّن من تطويع الصعب،
وعَبْقَرَ الكلمات لصالحة.
"تقبل إعجابي بوسامك"
تحياتي وتقديري،،
رد: " وِسَ ـــــــــامُ الـ قَ ــــــــدَرْ "
لا بد لليل أن ينسل
هارباً من
انياب الحياة
وملتحفاً كساء الخجل
حول اطرافه المنهكه
من ذل القدر ..
وليحن لنا العمر
امطاراً من الياسمين ..
فعيش يطيب وموت مكلل
بالفخر خير من البقاء
استسلاماً ..
معاذ
انت روح تنطلق بنا ..
مع حبي
القبس
رد: " وِسَ ـــــــــامُ الـ قَ ــــــــدَرْ "
flower37:
عِرفانٌ وامتنانٌ.. لمن جعلَ النصَّ يتسامق للأعْلى .
مُثْلَجٌ صدْري .. وكَفَى .
.
ودٌ يمتدْ
.
.
رد: " وِسَ ـــــــــامُ الـ قَ ــــــــدَرْ "
حيْثُ القدرْ تنبَعِثُ أرواحُ التقَاسِيم ..
وحيثُ الحُزْن تَتَشَدَّقُ ملامِحُ الشُّمُوخ .
أحياناً نشْتاقُ للنِّسْيانِ والتَجَرُّدْ ..
وأحْياناً نُعْلِنُ فِرارَنا الحَتْميْ إلَى اللاشَيْء ..!
لَهْفَة ..
سَأُزاولُ الغَوصَِ بِمَهارةٍ ..
مَادامَتْ عَاصِمَة الحَياةِ .. قَدَرْ ..!
.
سأَجُرّ الأُمْنياتِ وَأُرَوِّضُها عَلى طَرِيقَتي..
كَرَدُّ جَميلٍ .. لِوِسَامٍ هُوَ لَك ..!
.
.
ودٌ يمتدْ
.
.
رد: " وِسَ ـــــــــامُ الـ قَ ــــــــدَرْ "
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الحلوي
لا بد لليل أن ينسل
هارباً من
انياب الحياة
وملتحفاً كساء الخجل
حول اطرافه المنهكه
من ذل القدر ..
وليحن لنا العمر
امطاراً من الياسمين ..
فعيش يطيب وموت مكلل
بالفخر خير من البقاء
استسلاماً ..
معاذ
انت روح تنطلق بنا ..
مع حبي
القبس
يا رفِيقَ اللَّيْلِ المَبشُورِ بِالأَنَّةِ الحَمرَاءِ
.
إنَّ قَارُورَةَ المَساءِ انْدَلَقتْ كَماءِ الجَحيمِ , منْبَعِجاً بِلثْغةِ زَفيرٍ احْمَرْ ..!
المَوتُ يَسْتحقُّ بعضَ قطَراتِ الذّلَّ ..
والخَيْبَةُ تُولِدُ التضَّرُع بالبُكاءِ ..!
.
القَبِسْ..
أنْتَ كالمَطرِ .
يأْتِ خَصْباً ويَرحَلْ وهوَ مُحمَّلٌ بعِطْرٍ لنْ يَنْضَبْ .
.
.
ودٌ يمتدْ
.
.
رد: " وِسَ ـــــــــامُ الـ قَ ــــــــدَرْ "
مُعاذ يا مُعاذ
من أين أبدأ وكيف سأُطوِّعُ الحرف
عندما تدلّت عناقيدُ القمر على سطح كوخ تلك العجوز
لم يكن بالجِوار سوى أنّات تائهه على ضِفاف الوجد
فقد اكتفى كلُّ الزمن بتلك الآهات
و وصلت كلُّ الأماكن لدرجة الإكتفاء الذاتي بها
فعادت أدرجها نحو نحرٍ قد جاوز العقود بعُمره
وفاق المعقُول بصبره
وعندّ حصّة الجوع
يَمضغُ الأكلُ فِيِها
ويُلِغُ ريقُه ليبلّل لسانها ويُرطّبه
وعلّهُ يجد طريقًا معبّدة إلى قاع بطنها الخاوي في ظلّ التجدّب المُتشعّب بالمكان
ليضّج بالمكان صدى وقوعه المُدوّي هُناك
آآهٍ يا مُعاذ,,
كيف استطعت جرّ تلك الحُروف منّي..؟
وكيف استبحتَ مسارح الفلسفة بلا وجل
نصٌ موغلٌ بالوجع
و مُثخنٌ بالجِراح
ودائمُ النزف
عظيمٌ أنت يا مُعاذ
بكلِّ حرف تتسامقُ أكثر
ودُّ على خُطوط الحبِّ يمتد
رد: " وِسَ ـــــــــامُ الـ قَ ــــــــدَرْ "
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إجـــتـــيـــاح
مُعاذ يا مُعاذ
من أين أبدأ وكيف سأُطوِّعُ الحرف
عندما تدلّت عناقيدُ القمر على سطح كوخ تلك العجوز
لم يكن بالجِوار سوى أنّات تائهه على ضِفاف الوجد
فقد اكتفى كلُّ الزمن بتلك الآهات
و وصلت كلُّ الأماكن لدرجة الإكتفاء الذاتي بها
فعادت أدرجها نحو نحرٍ قد جاوز العقود بعُمره
وفاق المعقُول بصبره
وعندّ حصّة الجوع
يَمضغُ الأكلُ فِيِها
ويُلِغُ ريقُه ليبلّل لسانها ويُرطّبه
وعلّهُ يجد طريقًا معبّدة إلى قاع بطنها الخاوي في ظلّ التجدّب المُتشعّب بالمكان
ليضّج بالمكان صدى وقوعه المُدوّي هُناك
آآهٍ يا مُعاذ,,
كيف استطعت جرّ تلك الحُروف منّي..؟
وكيف استبحتَ مسارح الفلسفة بلا وجل
نصٌ موغلٌ بالوجع
و مُثخنٌ بالجِراح
ودائمُ النزف
عظيمٌ أنت يا مُعاذ
بكلِّ حرف تتسامقُ أكثر
ودُّ على خُطوط الحبِّ يمتد
هلْ سَيأتِي يومٌ يملُّ فيهِ القَلمُ منْ زَفَراتِنا المُؤلِمَـة .؟!
هَلْ سَيصْرُخ لِتَرتَجَّ لهُ الأَرجَاءُ سُكوناً .؟!
فَكمْ مِن ألمٍ وآهٍ وشَهيقٍ محرقٍ .. تَنفَّسَهُ ذلكَ القَلمْ .؟
فَكَما هِي الحَياةُ : دوامةٌ مِنَ المُفاجآت .., جلّ مآ يلزَمُنا هوَ كيفيّة التكيُّفِ مَعها ..
والإعْتيادُ على مرِّ مَذاقها .., باحتِسَائِـه بِهُـــدُوء ..!
اجتياح..
قرأتُكَ كَما قرأْتَتنِي وأكثرْ..
ولكَ عِفَّةٌ مَارقةٌ تمكنتني كــ اجْتِياحٍ وأكْثَرْ..!
.
.
ودٌّ على جُلِّ الخطوطِ يمْتدُّ وأَكْثرْ
.
.
رد: " وِسَ ـــــــــامُ الـ قَ ــــــــدَرْ "
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معاذ آل خيرات
أفرجت الأرض عن قيود النهار .. لتتناول الليل وتكبّله ,وتبدأ بدورها كما كلّ ليلة باستجوابه عن رحلته بنصف يوم .!
ويبدأ بتسجيل شهادته لكل ظلمٍ وتجبّرٍ أخفشَ عيناه التي يباهي بها كعادته بأنها لا تكترث لما تراه .!
هناك على حافة القرية يقع بيتٌ أو يحطّ كوخ ضئيل قد صنع بيدين متهالكتين لا تقويان على رفع قطعة الخشب قيدَ رمح ,
فبدا للناظر كصخرةٍ مطلية بألوانٍ عشوائية بسبب ترامي مِزَقِ الأقمشة لتسدّ أشعّة الشّمس نهاراً وتحجب البرد ليلاً .
هناك على حافة القرية بداخل ذاك الصندوق تجثم تلك العجوز الطاعنة في السن وقد بلغت عقدها الثامن ،
والتي تفوح منها روائح التجارب ويلمح في وجهها معاجمٌ من الكدّ .. وتنبع من عينيها دموع رحلةٍ طالت عليها .وجسدها يوحي بوعثاء السفر وإن كانت تقطن بصندوقها عقداً من الصّبرْ.!
حين أنهت الأرض استجواب الليل خيّم على محيطها السواد لما سمعته من تمتمات الليل الذي لا يصدّق بدوره ما يقذفه لسانه .وضعت هذه العجوز يداً على عَرْصَتِها وبداً على خِصرها المعووج من كثرة استناد يدها به ، والأصح أن كلاهما يستند بالآخر ورفعت رُكبتَها بعد عراك مع الذبول الذي أكلّها.. والإنحناء الذي يريد أن يُرغم وجهها بالتراب .وهي تنظر كل برهة باقتراب التراب نحوها وتظنّ أن الأرض ترتفع كل يوم ، ولا تعلم بأن ظهرها يلمِّحُ لها بأن الموت قد زاره منذ الأزل . وهي لا زالت تحمله وكأنها توحي إليه بابتعاثهْ .
( حقير هذا التراب .! .. لماذا يتقرب إليها كلّ يوم ؟ أيريد أن يرفع حصيلة الشمَتِ بها على ما تمتلكه من ذلْ .! )
وهاهي ثابتة واقفة بترّحها .! فلقد أعلنتْ الإنتصاب وقت بدئ الشمس بتمتمات الأفول . ولم تنتصب ـ كما تظنّ ـ إلا حين طليت الأرض بذاك الصبغ المعتم .
في تلك الليلة ترقبت خيوط القمر بعينها الضامرة . ولكن القمر يخلف موعده هذه الليلة . فاجتازت حواجز طرّاحتها المستوية بمهارة عمياء لتطبع على حائط صندوقها قبلة بيدها من قوة اتكائها عليه فتهبِش بيدها ليردعها السراج فتستدل على مكانه من شدة الظلمة ، فتتناوله بكلتا يديها وهي فرحةٌ وكأنها تحتضن ولدها أرادت أن تستدل على خصره لتديره حتى يتبّسم لها .ولكنّها لا ترى غير العبوس فعرفت أن السراج لم يومض فتبسمت بتنهّدوعلمت أن الوقود قد انتهى .فعادت لمطرحها حيث الحصير المهمّش ، ورمت بكل جسدها ( الصغير ) وتضع يدها تحت خدها وهي مطروحة فِراشها لتغمض عينيها وتفتحها مبتهجةً بقدوم الشمس لتقسّم أشعتها على الخليقة بعدلْ .
لن ترى النور .. ولن ترى حتى جسدها ..! فالسراج في الحقيقة مضاء ، والقمر يداعب النجوم في تلك الليلة وقد بدا بدراً .! لقد أُضيف إلى ممتلكاتها التي لم تشأْ أن تكون لها ذات يوم ، بل وتوسلت ألا تكتب لها ..! أُضيف لها السواد الدائم ( العمى ) ...!
( فحازت على وسام شتيمة القدر ).!
ليلة الخميس
11/9/2008م
قلتُ لك يامعاذ ذات جلسة /
أنّك تملك مقوّمات الكتابة القصصيّة
تجيد تطويع المفردات , وتصهرها في قالبٍ عذب ,!
وتتميّز بأنّك تجعل أيّ نصّ يسير في مسارين , فتجعل للقارئ متعة قراءة أدب
ومتعة تحليل وفلسفة ,!
وسام القدر من النصوص التي أدهشتني ياصديقي بالفعل ,!
أراك تقترب كثيراً من النّضج الفنّي :)
/ الجميل في النصّ كذلك أنّه من مواليد 11 / سبتمبر :)
مدائنُ عشق لحرفك ,!
كن بخير ,!
رد: " وِسَ ـــــــــامُ الـ قَ ــــــــدَرْ "
معاذ آل خيرات
لا أدري ماذا أقول لأنك أبهرت الأعين بهذا النص
دخول جميل في البدايه
وصياغه ممتعه لكل قارئ
وأنا أقرأ أحس أنني أعيش هذا المشهد
إنتقال جميل بين المحيط الخارجي إلى المحيط الداخلي
روعةً في التشبيه
لقد أثارني النص بأكمله
ومما أعجبني في التشبيه
وضعت هذه العجوز يداً على عَرْصَتِها وبداً على خِصرها المعووج من كثرة استناد يدها به ، والأصح أن كلاهما يستند بالآخر ورفعت رُكبتَها بعد عراك مع الذبول الذي أكلّها.. والإنحناء الذي يريد أن يُرغم وجهها بالتراب .وهي تنظر كل برهة باقتراب التراب نحوها وتظنّ أن الأرض ترتفع كل يوم ، ولا تعلم بأن ظهرها يلمِّحُ لها بأن الموت قد زاره منذ الأزل . وهي لا زالت تحمله وكأنها توحي إليه بابتعاثهْ ..................
وأيضاً
فتتناوله بكلتا يديها وهي فرحةٌ وكأنها تحتضن ولدها أرادت أن تستدل على خصره لتديره حتى يتبّسم لها .ولكنّها لا ترى غير العبوس فعرفت أن السراج لم يومض فتبسمت بتنهّدوعلمت أن الوقود قد انتهى ............
رغم النهايه المأساويه إلا أني إبتسمت لروعة هذا النص
كل التقدير والإحترام ............... نص بقمة الجمال مبدع
رد: " وِسَ ـــــــــامُ الـ قَ ــــــــدَرْ "
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدالقاضي
قلتُ لك يامعاذ ذات جلسة /
أنّك تملك مقوّمات الكتابة القصصيّة
تجيد تطويع المفردات , وتصهرها في قالبٍ عذب ,!
وتتميّز بأنّك تجعل أيّ نصّ يسير في مسارين , فتجعل للقارئ متعة قراءة أدب
ومتعة تحليل وفلسفة ,!
وسام القدر من النصوص التي أدهشتني ياصديقي بالفعل ,!
أراك تقترب كثيراً من النّضج الفنّي :)
/ الجميل في النصّ كذلك أنّه من مواليد 11 / سبتمبر :)
مدائنُ عشق لحرفك ,!
كن بخير ,!
بقَدرِ ما تَنُوءُ به أزمِنَةُ حَصَادي الآن ..
عنْ إثْمارِي ولَعْنةَ البُكاء .
أُوَفِّرُنِي لكَ الآن ..!
الآنَ . وَالآنَ فقَطْ .. أَسْتطِيعُ أنْ أَبتَسِمْ ..!
.
.
.
همسة / القَبِيحُ في النَصِ أنَّهُ وُلِدَ زَمَنَ الحُلْم ..!!
وكُنتُ أحْلُمُ بعِناقِكُمْ..( حَيْثِيات تَذْكُرُهَا ) .
.
.
نَدِيمِي مُحمّد
كلُّ الأسْماءِ أَنامِلٌ.. لِقَامةٍ هيَ أنتَ يا شَريف.
ودٌّ يمْتدّْ
.
رد: " وِسَ ـــــــــامُ الـ قَ ــــــــدَرْ "
.
.
ضوء ابتسامتها وشعرها الأبيض
تزيل حزن العتمة وتُنسينا الجزء المهاجر من نورها..!
معاذ
في ظهر القصة أكتب لك ..{ حروفك مضيئة , لايتقنها أحد سواك }
رد: " وِسَ ـــــــــامُ الـ قَ ــــــــدَرْ "
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آهات المنادي
معاذ آل خيرات
لا أدري ماذا أقول لأنك أبهرت الأعين بهذا النص
دخول جميل في البدايه
وصياغه ممتعه لكل قارئ
وأنا أقرأ أحس أنني أعيش هذا المشهد
إنتقال جميل بين المحيط الخارجي إلى المحيط الداخلي
روعةً في التشبيه
لقد أثارني النص بأكمله
رغم النهايه المأساويه إلا أني إبتسمت لروعة هذا النص
كل التقدير والإحترام ............... نص بقمة الجمال مبدع
من يقف على أرض شديدةِ الحرارَةِ ..
يُتقِن تسلّقَ الهَواء .!
والحاضر المُؤلمُ يدعو دوماً إلى استرجاعِ الماضي الجميل .!
سيدي آهات
ما أكتبهُ مجرّد كلماتٍ عابرة ..
تطبعُ عليها نفسيتِي بعضاً من ملامحها .
مروركَ هنا أرغَمَ الكثيرَ من البؤسِ
على الإنصيَاعِ لتأويلِ الأمل .!
ودٌّ يمتدّْ
.
.
رد: " وِسَ ـــــــــامُ الـ قَ ــــــــدَرْ "
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت المدخلي
.
.
ضوء ابتسامتها وشعرها الأبيض
تزيل حزن العتمة وتُنسينا الجزء المهاجر من نورها..!
معاذ
في ظهر القصة أكتب لك ..{ حروفك مضيئة , لايتقنها أحد سواك }
نحنُ سنَنْسى ربَّما..
وهيَ أيضاً ستَتَناسى الأمَلْ ..!
قِراءتكِ ذكيةٌ سيدتي .
وظَهرُ القصَّةِ .. ملطَّخٌ بالوَجَع..!
ودٌ يمتدّ