موقف عالق بذهني..منذ فترة طويلة..

في مطار الملك عبدالعزيز بجدة ..وحينما كنت منتظر الرحلة المتأخرة ..ذهبت للمسجد الخاص بالمطار

قبل الأذان ..فإذا بي أجد هناك..رجل عليه سمت الوقار..ويشع من وجهه نور الإيمان ..هكذا أحسبه

يقرأ القرآن ..مختلياً مع روحه..متعلقاً بمصحفه..لايتابع من يدخل أو يخرج من هذا المسجد

تسمع له صوت خفيف ..وحدر متوسط ..ينتهي من القراءة..يُخرج ..طيب معه..تفوح منه رائحة المسك

يتطيب ..يُطيب مصحفه..يضع علامته للقراءة ..يغلق مصحفه ..يتقدم للأذان في مشهد روحاني

( غبطت هذا الرجل ..وتندمت على حالي )


في مسجد حارتنا..يتميز ثلاثة أشخاص ..بميزة خاصة ..هم مع القرآن فقط..وليس غير القرآن

ما أن يقترب الوقت للأذان..وإذا بنا نشاهد خُطاهم للمسجد..عليهم السكينة..وما أن يبدأ كل منهم يستوي في جلسته

وإذا بنا نسمع لهم دوي خاص ..تترقرق فيه الكلمات

هؤلاء الثلاثة ..يختمون القرآن ..كل ثلاثة إلى أربعة أيام


( أغبطهم..نعم..وأتأسف لحالي )



رمضان...مدرسة روحانية خاصة للقرآن..تسمو فيه النفوس المتعلقة بالقرآن كل العام..تنطلق منه..وتتعلق نحوه كل العام
كي تصل لرمضان ..فتزيد فيه الخُطى ..وتتضاعف فيه الجهود..ولذا لايجدون بسبب ذلك رهق أو جهد..بل تعلق وسمو


نعم ..نحن والشيطان في عراك مع النفس ..ونسأل الله أن يرحم ضعفنا...غير أن ما أميل له ..أن يكون لك ورد يومي تحرص عليه
وتتذكر ..خير الأعمال أدزمها وإن قل

ونعيش ..برائحة عبق السلف..حين كان دعائهم ..لمدة ستة أشهر أن يتقبل الله صيامهم


وننطلق ..من مبدأ اللحظة التي لاتفرط فيها حين تكون مع القرآن..فأنت مع الرحمن



.