اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ديوانك وطني مشاهدة المشاركة
يُحكى أنه وفي وقتٍ من الأوقات، كان هناك قبطانٌ لسفينةٍ بحريةٍ برتبة (أدميرال)

، وكانت السفينة تمشي ليلاً في وسط البحر حين أبصرَ الملاحظ المتواجد على جسرِ السفينة

ضوءاً بعيداً يُشاهد أمام السفينة مباشرةً.

أبلغَ الملاحظُ قبطان السفينة بوجود الضوء أمامهم فسأله القبطان:

" أهو ثابتٌ أم يتحرك مبتعداً عن السفينة؟؟"..

فجاءته الإجابة بأنه ثابت.

أدرك القبطان أن سفينته تمشي باتجاه خطّ الإصطدامِ المباشر

مع ذلك الشيء الذي يصدر منه الضوء وخمّن أنها

قطعةٌ بحريةٌ واقفةٌ في عرض البحر ، أو قارب صيدٍ.


أمر القبطان بإرسالِ إشارةٍ إلى تلك (السفينة) مفادها...

"نحن في مسار الإصطدام بكم..نقترح أن تتحركوا مبتعدين بمقدار (20 درجة) "

فجاء الرد : " بل مِن الأفضل لكم أن تغيّروا أنتم خطّ سيركم بمقدار (20 درجة) "

غضب القبطان وأمر بإرسال إشارةٍ أخرى لهم مفادها:


" أنا قبطان، وآمركم أن تغيّروا مساركم (20 درجة) "
فجاء الرد سريعاً:

"وأنا بحّار من الدرجة الثانية، ونصيحتي لكم أن تغيروا مساركم حالاً (20 درجة)

إشتاط القبطان غضباً وصرخ قائلاً :

" أرسل لهم إشارة تقول... أنا الإدميرال (فلان الفلاني) قائد السفينة البحرية

(....).. لن أغيّر مساري،

وآمركم أنتم أن تغيّروا مساركم حالاً (20 درجة) "


فجاءه الرد بشكل مذهل.....

" وأنا بحـّارٌ مسؤولٌ عن المنارةِ البحرية رقم (...) وستصطدمون بنا إذا لم تغيّروا مساركم أنتم"

عندها غيّر (الأدميرال) خطّ سير السفينة البحرية....

وساد صمتٌ مطبق أرجاء السفينة.. باستثناء ضحكات داخلية صامتة لأفراد الطاقم المتواجد على متنها.




ليست الثوابت التي نملكها دائماً صحيحة، وليس رأينا صائباً في كل أمر، وفي كل ظرف... ولكنها الحكمة

والتعقّل وبُعد النظر وعدم تزمُّتنا ببعض آرائنا.. كل تلك الأمور هي التي تقودنا نحو التصرّف الأصوب والأمثل في

حياتنا.
فعلا أختي ( ديوانك وطني ) ليست الثوابت التي نملكها دائماً صحيحة، وليس رأينا صائباً في كل أمر، وفي كل ظرف... ولكنها الحكمة والتعقّل وبُعد النظر .. كل تلك الأمور هي التي تقودنا نحو التصرّف الصحيح والأمثل في حياتنا.
0لذانرى أن قبطان السفينة في البداية كان يتحدث من منطلق أنه هو الصح ,وقد سيطر عليه الغضب , ولو استمر في العناد , وأصر على أن كلامه لا يرد وأن على الجميع تنفيذ أوامره , لحصلت كارثة 0
لذا فإن عملية اتخاذ القرارات قد تكون من أصعب المهمات لنا جميعا لأنها مهمة تقوم على اختيار القرار المناسب 0
وفي نفس الوقت تكون من المعالم التي تميزنا عن غيرنا , وتترك أثرا على سمعتنا ونجاحنا 0
لذا يجب علينا عدم بناء قراراتنا على ما يظهر مباشرة بل لابد من الحكمة والتعقّل وبُعد النظر وعدم التزمت في اتخاذ القرار ا.., لنعرف أين نضع أقدامنا وفي أي الاتجاه نسير..
والبحث عن سبب المشكلة هو بداية الحل الوصول للحل الصحيح , وعدم الاغترار بالأعراض التي نراها لأول مرة , فهي طبعا ليست المشكلة 0
مثلا خلو الإطار من الهواء هو عرض فإذا سارعت واعدت ملء الإطار بالهواء ليس هو العلاج لهذه المشكلة , بل هو حل سريع , وستعود المشكلة, ولابد من البحث عن السبب وعلاجه
, لأننا إن لم نفعل ذلك قد نجد أنفسنا غارقين في معالجة الأمور الصغيرة تاركين ورائنا الأمور الأهم معلقة دون حل ..
طبعا علينا أن نتذكر أن القرارات المهمة في الغالب نتائجها مهمة وخطيرة في نفس الوقت , لذلك يتطلب منا المزيد من العناية والدراسة الهادئة والمتوازنة والمرونة لان القرارات الصحيحة لا تخرج من الارتجال أو التسرع ..بل لابد لها من صبر ومعرفة وحنكة وتعقل ..هذا أولا ...
وثانيا : عندما نتخذ قرارا يتوجب علينا أن نطلع الآخرين عليه أيضا قبل الحسم وبعده خاصة في القرارات التي تتعلق بهم شخصيا أو نوعيا ...
وثالثا : ينبغي أن نتحرى ونتوقع النتائج المحتملة بعينين مفتوحتين لنتأكد من فعالية القرارات والآثار الناجمة عنها قبل اتخاذها 0
فان مثل القرار كمثل المطر إذا أوجدنا له قنوات صحيحة تصبه في الأراضي العطشى نكون قد وفرنا لأنفسنا المزيد من الطاقة والربح كما حققنا لأنفسنا الكثير من النجاح ..أما إذا تركناه بلا تنظيم ولا موازنة أو رقابة فقد يجر لنا السيول والأضرار الكبيرة ..
والخطأ كل الخطأ حين نظن أ ن سرعة اتخاذ القراروالتزمت و الصرامة فيه هي الحل ,حيث أن النتائج العملية أثبتت عكس هذا المفهوم .. ولكم تحياتي