إبراهيم النجمي
بين الحب والبطالة
أزوركِ في الصباح فتحجمينا
فهلاّ في المساء رحمتِ حينا
كذا من غير جرمٍ تهجريني
ولمّا أعرف الذنب اللعينـا
لماذا اخترتِ هذا الهجر عمدًا ؟
كأني لم أكن يومـًا قرينـا
أيرضيكِ التباعد والتنائي ؟
فإني ما رضيتُ على كلينا
جمالُ الحب أن نبقى دوامًا
وأن نهوى ككل العاشقينا
سليني ما بدا لك من عتابٍ
ولا تدعي غيابك يعترينا
بغير الهجر مقتولٌ فؤادي
فكيف وقد أتى حقـًا علينا ؟
( قفي قبل التفرق يا ظعينا
نخبّرك اليقين وتخبرينا )
فهذا الهجر يأكلنا جميعـًا
كمثْل البحر يلتهمُ السفينا
كفاني من زماني ما ألاقي
زمانٌ لا يزيد الطامحينا
أمثلي جالسٌ من غير شُغلٍ
ومن فسد الزمان معلّمينا !!
تريّث يا أخيّ ولا تلمني
إذا بدّلتُ منحى ما أتينا
فإن الشوق مقدورٌ عليه
حريقٌ قد يلازمني سنينا
وإنّ الحب قد ينفكّ يومًا
ويُصبح في عداد الدارسينا
ولكنّ البطالة دون ذنبٍ
تكبّلني وتجعلني رهينا
ألا لله ما ألقى مكبٌّ
غدا للهم مرهونـًا سجينا
شبابي الغضّ فاجئه مشيبٌ
فلوّح بالهزيمة مستكينا
أنا المسكون من ألمٍ وحزنٍ
ولا شيخٌ ولا طبٌّ يقينا
أرى الأيامَ تأتي لا تبالي
كجعجعة وما فيها طحينا
ستشرق شمسنا لاشك يومًا
ونحصد مثل كلّ الزارعينا
كتبتـُها يوم السبت الماضي فما لبثتْ شمسنا أن أشرقت - بفضل الله - يوم الأثنين بخبر تعييني .
17 / 11 / 1432
هنيئاً لك ماكنت تريده
اخوك فريسة المأساه