بسم الله الرحمن الرحيم

موضوع بصراحة في غاية الأهمية.. ومثل هذه المواضيع تفتح شهيتي للتحدث بصورة كبيرة ^_^..
ولكن بجد تعبنا من طرح الأفكار والآراء بلا فائدة.. سبق وأن طرحت إدارة التربية والتعليم لدينا في نجران طرح فكرة..
وهي اجتماع المعلمين وطرح آرائهم في المناهج الجديدة.. وطرح سبل جديدة للتعليم ودراسة المفيد منها..
وطبعاً الحضور اختياري للمعلم.. حضرت ومجهز كل أفكاري وحمدت ربي أن بدؤوا يستمعون لكلام المعلم..
ولكن أعتقد أن الإجتماع كان مجرد أوراق تعبأ لا غير.. ولم يتغير شيء..

المهم سأتكلم هنا عن ما تحدثت به هناك.. ويعلم الله إني لم آخذ فكرة من أحد بما سأتكلم به..
يا سيدي مشكلة التعليم أكبر وأوسع من كلمة تلخيص.. ولو جت المشكلة على التلخيص لكان التعليم بخير..
هناك عدة مشاكل واضحة في التعليم.. وللأسف الشديد أن كل كارثة في التعليم لابد أن يدخلوا المعلم كسبب في حدوثها..
وإن كان يتعامل المعلم مع الفكرة مباشرة.. فسيجعلون المعلم هو السبب الوحيد للمشكلة وهم لا ملامة عليهم..
وللأسف الشديد حتى مجتمعاتنا أصبحت هكذا.. ولعلكم تعرفون المثل الشهير عندنا إذا أخطأ أحدنا في معلومة..
فالجواب ممن حوله (الله يلعن اللي علمك).. هكذا نحن..

لو سألت كل مسؤول في الوزارة.. ما هو هدفك..؟ لقال نشر العلم بين أفراد المجتمع..
ولكن إذا نظرت إلى أعماله لرأيت أنها متواضعة في نشر العلم.. ومع هذا التواضع تجد الأخطاء..
ونحن لا نلوم أحد على تواضع أعماله.. ولكن نلومه على قوة الإمكانيات التي تمتلكها ولا تريد العمل بها..

على العموم سأتكلم عن التلخيصات في موضوعك.. ثم أريد أن أثرثر قليلاً عنما قلته سابقاً..

التلخيصات نوعين :
1- تلخيص المادة : أي تبسيطها مثل دفتر الصف اللي كنا نستخدمه في أيام دراستنا..
وأعتقد أن هذا التلخيص مهم للمواد العلمية.. ولا أرى شيء فيه..

2- تلخيص للإختبار : كإعطاء ورقة أو ورقتين للمذاكرة منها فقط.. وأعتقد أن هذا التلخيص سيء للعملية التعليمية..

هناك كلام آخر عن التلخيص..
ولكن أكتفي بهذا لكي لا يطول الرد.. ولأني أرى أن هناك مشاكل أكبر من التلخيص بكثير يجب التحدث فيها..

# نقاط مهمة للتعليم :
طبعاً هذه النقاط من وجهة نظري ويحق لأي شخص أن يوافقني أو يعارضني فيها..

1- أغلب المجتمع والأسر : لا يفرقون بين ثقافة وعلم.. وهنا نقطة أتوقع أنها مهمة.. فمثلاً في ردك أخوي الرسيس عندما
أوردت قصة المبتعث عندما سألته خديجة الوعل عن الدولة التي تعاني من أزمة ماليه..
هنا أنت تتحدث عن ثقافة وليس علم.. ولا ملامة عليه إن عرفها أو لا فهذا ليس عيباً أبداً.. لأنها ثقافة ليس إلا..
أي أنها معلومة لن أستفيد منها في حياتي العملية.. فقط زيادة معلومة لا غير..
أما عندما تحدثت عن ولد أختك في (أساسيات اللغة الإنجليزية).. فهذا علم وهو المهم في العملية التعليمية..
وإن أخذت (العلم) ولم تجيده فهذا هو العيب الذي أقصده.. وقد يكون العيب في واحد من ثلاثة.. أو أكثر من واحد منهم.. وهم :
- ملقي العلم = المعلم
- المادة العلمية = المنهج
- متلقي العلم = الطالب
عادة ما يكون واحد من هؤلاء هو السبب.. وقد يكون هناك أكثر من سبب منهم..
عندنا ما شاء الله تلاقي الأم مجتهدة وتعلم ولدها ولكن تعلمه بصورة ثقافية وليس علمية..
مثلاً تلاقي في الكتاب عشرة أمثلة على الفقاريات (إبل - غنم - بقر - حصان - ثعلب... إلخ)..
تلاقيها تسأل ولدها.. مثّل للحيوانات الفقارية..؟ يعطيها 9 أمثلة.. ما تقتنع ترجع تذاكرة من جديد إلى أن يحفظ العشرة كاملة..
ثم ترجع تسأله من جديد.. وما تدري المسكينة أن زيادة الأمثلة هي ثقافة بس حتى لو كثرت بالكتاب.. مثال مثالين كفاية..
أما الصورة العلمية والمناسبة إنك تعطيه القاعدة الأساسية.. وتخليه هو اللي يستنتج من راسه الأمثلة.. وأنت تصححي له المعلومة وتوجهيه على الصح بس..
مثلاً تقولي له (كل كائن حي له عمود فقري فهو من الحيوانات الفقارية) وتوريه بصورة للعمود الفقري في الكتاب..
والآن جب لي أمثلة للفقاريات.. وكل مثال يجيبه قولي له صح وإلا خطأ مع التوجيه.. وانتهت المسألة..
وأيضاً (بعض) المعلمين يقع في نفس هذا الخطأ.. رأيتهم ولكن الحمد لله قليلون جداً.. وهذا ينشأ أعتقد عن قلة خبرة ليس إلا..

2- يحتاج التعليم إلى تنويع للوسائل التعليمية وبصورة تسهل للمتلقي التعلم..
وقد طرحت عدة أفكار في هذه النقطة - ليس غرور - ولكن أعتقد أنها لو طبقت لوصل العلم إلى كل بيت عربي في هذا العالم..
اقتراحات ليست مكلفة أبداً.. وليست صعبة (سهلة جداً جداً).. ولا تحتاج إلى الكثير من الوقت (شهور).. وثمارها عظيمة جداً جداً..

# الأول : لما لا تفتح وزارة التربية والتعليم قناة معتمدة لها على اليوتيوب.. وتأخذ المعلمين المميزين وتطلب منهم شرح بالبروجيكتر لكل درس من كل مادة..
ويتم تصويرهم فيديو.. ويرفع هذا الفيديو على قناة الوزراة على اليوتيوب.. ويكتب اسم الصف والمادة والدرس على الفيديو.. مثلاً :
الصف السادس - المادة علوم - الدرس موارد الطاقة.. ويدخل كل طالب أو ولي أمر على الدرس من بيته.. وتتعلم العائلة كلها..

في هذه النقطة سنحل الكثير من المشاكل منها :

- إذا لم يفهم الطالب الدرس مع المعلم فهناك فرص لا منتهية لإعادة الدرس عبر الفيديو في البيت..
- إذا غاب الطالب عن المدرسة في هذا الدرس فهناك فرصة لحضور الدرس بصورة لا منتهية بنفس الطريقة..
- التقليل من الجهل في المجتمع ونشر العلم في كل بيت.. بحيث تستطيع أن يتعلم كل من الأب والأم وبقية العائلة..
- إذا كان هناك درس صعب مثل المواد العلمية كالرياضيات وغيرها ولا يوجد أحد يفهمه في العائلة.. فالأمر سهل يتابع ولي الأمر الدرس
عبر اليوتيوب ويفهمه.. ويبسطه لولده ويقوم بتفهيمه بالصورة المناسبة..

وغيرها من النقاط التي أعتقد أنها مربحة بعمل سهل كهذا.. وأهم نقطة نشر علمنا بكل أرجاء الوطن العربي.. وخصوصاً العلوم الدينية..

أتوقع - شخصياً - أن العوائق التي ستراها الوزارة من هذه الفكرة ما يلي :

- اتكال المعلم والمعلمة على هذه الفيديوهات وعدم الشرح..
- راحة المعلم << أقولها وبصراحة لا تريدها الوزارة ^_^..
- انتشار العلوم التي دفعت فيها الدولة أموال كثيرة إلى طلاب دول أخرى..

وقد يكون هناك غيرها من النقاط.. ولكن أعتقد أن حلولها أيضاً سهلة..

حل النقطة الأولى من الممكن الحزم على مدراء المدارس أن يحزموا على المعلمين وفرض عقوبات لو ثبت عدم الشرح..
حل النقطة الثانية تحويل المعلم إلى موجه ومصحح ومناقش للطالب عما تعلمه.. بدلا من ملقي..
حل النقطة الثالثة وضع موقع خاص لتلك الفيديوها ولا يدخل الطالب إلا برقم سجله المدني.. مثل برنامج نور مثلاً..



لم أنتهي من موضوعي ولكن تعبت من الكتابة ^_^..
وسأرجع لأكمل ما قلته في ذلك الإجتماع في أقرب وقت إن شاء الله..

ولكن نقطة أخيرة ودي أوضحها.. في هذا الرد..
معرفة هذا الجيل للكمبيوتر وللنت والجوال.. هذا لا يعني أبداً أنه ذكاء..
وإنما ممارسة.. وكلنا يعرف ممارسة أي عمل أو علم باستمرار فإن نهايتها اتقان كبير لهذا العمل..
وهذا ما يحدث عند الأغلبية في مجتمعنا.. وأيضاً للممارسة سلبيات..


لي رجعة إن شاء الله لأن الموضوع شيق..
وبالتوفيق للجميع إن شاء الله..