مسائك جميل بحارنا الكبير
عدت لأوضح هنا بعض الأمور
أولا : ما عنيت بقولي أنك جانفت الصواب ما اقتبسته من كلامك آنفاً وهو الجزم بأن ما عدا أصول الدين والعقيدة والأخلاق
لا يدخل في التشبه وهو خطأ في التصور تلاه خطأ في الحكم فالحكم على شيء فرع عن تصوره
فالنصارى اتخذوا يوم ميلاد المسح عليه السلام فهل عطلة لهم فهل صنيعهم هذا من قبيل العادة أم العبادة
وهو حجة ظاهرة لمن قال أن هذا من التشبه لأن عطلة اليهود يوم السبت اتخذوها من قبيل العبادة لا العادة فما القول عند الموافقة لهم
وهو من مسالك استنباط العلل الشرعية وليس هذا موطن الاستقصاء.
ثم أن هناك أمر آخر أنا لست ممن يقول بأن هذا الفعل من التشبه وأن الدولة قد بيتت النية لهذا الأمر حاشا وكلا أن يصدر أمر كهذا عن مسلم
فكيف بمواقف خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله تعالى وأيده بالحق-ضد اليهود واسرائيل.
ثانيا أختلف مع أخي ابن القرية في أن موضوعك ذا من قبيل إثارة البلبلة بل أرى أن طرحه هو عين الصواب لاستجلاء الآراء فما جعل الناس ثائرين
الآن على كل موروث إلا النهج السابق في التكميم والخوف حتى من الجدران الصم البكم.
أخيرا كنت أود أنك لو ناقشت الأمر الذي ذكرته وهو هل المصالح من وراء القرار متوقعة الحدوث أم متوهمة
وحيدتك هذه تنم أنك تعلم أن تحقيق المصالح المتوخاة من وراء هذا القرار دونها خرط القتاد وشرط الحداد بيد أني أسأل الله تعالي أن أكون مخطأ في ظني
وأن نرى بلادنا كالنمور الآسيوية يحسب لها الغرب ألف حساب رهبة على مصالحه فها هم يخشون التنين خشيتهم الموت لكن ذلك يحتاج
أمورا أخرى ليست من مكونات القرار أولها محاضن التعليم وآخرها نتركه خشية كثرة الكلام الذي يدل على الورم لا السمن. وأسعد الله الجميع