سوف اتطرق الى موضوع حساس واتمنى تقبله بصدر رحب فوالله ما دعاني أن أكتب في هذا الموضوع الا غيرتي على لغتنا العربية التي هي لغة القرآن.
ترون يا إخواني اللغة العربية تشتكي مننا. بعد أن كان يضرب بنا المثل في الفصاحة أصبحنا لا نكاد نفقه قولا. و لا سيما أداه التعريف الحميرية (أم). بالرغم أنه لا توجد قبائل حميرية في المنطقة غير قبائل خولان الحميرية في الجبال في بني مالك و فيفا وبالغازي و غيرها, فهؤلاء يستخدمون "أم" و هي من صميم لغتهم ولا يخفى على أحد غرابة لغة أهل فيفا واننا لا نفهم منهم شيئا فلهجتهم هي بقية لغة حمير!!
لاحظت خصوصا من جنوب منطقة جازان أن "أم" تستخدم في كل الكلام و هي ليست فصيحة و ليست أصلا من لهجتنا بل هي دخيلة علينا و الذي لا يصدقني عليه أن يقرأ كتاب "صفة جزيرة العرب" للهمداني. و كتاب "المفيد في تاريخ صنعاء و زبيد" لعمارة الحكمي.
للمعلومية معظم الكلمات التي ذكرها الإخوة الأعضاء في مواضيع مختلفة التي تتحدث عن لهجتنا هي كلمات فصيحة لو تزال منها "أم" التعريف. ناهيك عن الإسلوب المكسر في الكلام الذي نستخدمه في كلامنا اليوم والذي هو أقرب للأعجمية منه للعربية. المعذرة إن كنت قاسيا معكم و لكن هذا هو الواقع المر. فأجدادنا لم يكن كلامهم مكّسرا و عندي ما يثبت هذا عندي عشرات المخطوطات الحديثة نسبيا (أقل من 100 سنة) و المكتوبة بأقلام ناس ليسوا متعلمين و تلاحظ أن كلامهم كان فصيحا. و الى يومنا هذا تجد كبار السن كلامهم فصيح. و لكن العتب على الجيل الجديد اليوم الذي لم يتعلم اللغة على أصولها و إنما تأثر بلهجات المناطق الأخرى و عندما يريد أن يتحدث بلهجتنا تجده يتكلف فيها و يقحم "أم" في كل كلامه لتدل على أصالته. مع أن أجدادنا لم يستخدموها الا في بعض الكلمات القليلة فقط.
على العموم اليكم ما ورد في "صفة جزيرة العرب للهمداني": (وحكم بن سعد من بطن تهامة وحوازها لا بأس بلغتهم,"أي أنها فصيحة" إلا من سكن منهم القرى من همدان ومن كان في سراتها من حاشد) و الكاتب هو همداني و يعترف بأن بلاد الحكم كلامهم فصيح إلا من تأثر منهم بهمدان!! فهذا شاهد شهد على أهله.
وقد أورد عمارة بن علي الحكمي المتوفى سنة 569هـ، في كتابه "المفيد في أخبار صنعاء وزبيد" ص 124 في الكلام على الزرائب إحدى مدن (المخلاف السليماني منطقة جازان وهي مدينة مندثرة) ما نصه : وجبل عكاد فوق مدينة الزرائب وأهلها باقون على اللغة العربية من الجاهلية إلى اليوم ولم تتغير لغتهم بحكم أنه لم يختلطوا قط بأحد من أهل الحاضرة في مناكحة أو مساكنة، وهم أهل قرار لا يظعنون عنه، ولا يخرجون منه، ولقد أذكر أني دخلت زبيد في سنة ثلاثين وخمس مئة أطلب الفقه وأنا يومئذ دون العشرين، فكان الفقهاء في جميع المدارس يتعجبون من كوني لا ألحن بشيء من الكلام، فأقسم الفقيه نصر الله بن سالم الحضرمي بالله القدير لقد قرأ هذا الصبي في النحو قراءة كثيرة، فلما طالت المدة والخلطة بيني وبينه صرت إذا لقيته، يقول : مرحبا بمن حنثت في يميني لأجله!!، ولما زارني والدي وستة من إخواني إلى زبيد أحضرت الفقهاء فتحدثوا معهم، فلا والله ما لحن أحدهم لحنة واحدة أثبتوها عليه. انتهى.
أرجو مناقشة الموضوع بطريقة علمية بعيدا عن الحساسيات و شكرا
بإنتظار مداخلاتكم