الباب الثاني /العواصف الأولى
النص(17) صــ 39 ـــ
أرحب بالنار

عندما يبدأ الحزن في حياتي ،لا حدود له ،فلحظة الحزن تترك جرحا ً دائما ً ، ولحظات السعادة بلا بصمات ترحل، تاركة مجرد ظل لذكراها .
أحكي لك عن أثر الحزن في حياتي لتعرف ألم الجروح التي تتركها لي كل لحظة حزن أعرفها معك ..
لتفهم أن السعادةالتي تظن أنك وهبتها لي منسية على أبواب مدن الانتظار والخوف والقلق .
كلما حاولت أن أخبرك عن مشاعري أقف أمام الأبواب الموصدة ،
ويتحول صوتي الى صدى أسمعه وحدي ،
فأنت لاتراني ولا تسمعني إلا حين تشعر بحاجتك إلى الحب ،
وأتساءل : كيف أقبل بحبك وأنت من عالم آخر لا يلتقي بعالمي ولا شيء يجمعنا ؟
كيف أقبل بعاطفتك المبنية على أسس ، المحددة بقوانين ،
وأنا التي ليس لعاطفتي قواعد وحدود ؟
يعذبني حبك ، وأرضى ..
أرضى معك وأرفض بيني وبين نفسي ..
أرفض الا يجمعنا حلم ، أمنية ، ووعد مهما كان ساذجا ً، ويمزقني عجزي عن احتوائك ،
لكنك تأتي بلحظة حب لتقتلع الأشواك من حديقتي .. وأنسى .
نكذب على أنفسنا ، أنت وأنا .
نمنع الريح من السفر في عالمنا .
نوقف المد من الوصول إلى شواطئنا ،
ونعزل حبنا عن أي نسمة ربيعية ،
ونستسلم لعاطفة موجودة تنتقل من اليوم إلى الغد دون تغييروباستسلام لا حماس فيه .
كم مرة تمنيت أن أوقظ ليلك بلحظة قلق ،
أن أهدد حبنا بفراق صامت ،
أن انتزع منك اعترافا ً بأن حبنا يكبر وينمو،
لكن دون جدوى ،
فأنت صامت ، هادئ ، واثق بأحكامك ، مستسلم لما يأتي .
النار التي تحرقني بحبك لاتردعني عن العودة إليها مرة بعد مرة ،
فدفئها ينسيني لسعات حروقها .. وأرضى .
ولاأفهم أبدا ً أسباب استسلامي لكل ما يناقض قناعاتي .
لا أفهم كيف أرضى بحب لا يطابق صور أحلامي ،
ولا أفهم كيف قلبت لي موازين عواطفي وجعلتني أبدا من حيث النهاية ،
وأبحث بلا جدوى عن بداية لحكايتنا .. عن اسم لقصتنا ،
واكتشفت أنها العاطفة التي فقدت اسمها والحكاية التي أضاعت بدايتها،
وأحبك وأرضى .
زينات نصار
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي