وكل عام وانت الحب
تشكراتي أخي أبا فيييه
وكل عام وانت الحب
تشكراتي أخي أبا فيييه
النص ( 30 ) صــ 61 ــ
ماذا أفعل بتمرد الطفلة ؟
لم تعد تحدثني عن مشاعرك،لم تعد تخبرني بمايدور في عقلك،ولم تخبرني عن الجديد في أحاسيسك، وانطفاء جذوة الحب في قلبك . لكني عرفت،فإحساس الأنثى قلما يخطئ، وأنا شعرت بتغيرك، بصمت لحظات اللقاء، وهدوء الشوق في لقاءاتنا.
لم أكن بحاجة إلى كلماتك لأعرف،لكنك لم تصدمني بتغيرك،ولم يجرحني شعوري باقتراب نهاية حبنا ولحظة الفراق . صدمتي كانت من ردة فعلي،ومواجهتي الطبيعية لتغيرعواطفك،لم أتمزق، لم أحزن، ولم ينته العالم .
بدأت أفكر،هل هذا يعني أن حبي لك انتهى قبل أن ينتهي حبك أنت؟ هل هذا يعني أني لم أحبك بالقدرالذي تخيلته؟
صدمني هدوئي ، فاجأتني لامبالاتي، وفي الوقت نفسه دغدغني شعور طفولي باكتشاف لعبة جديدة،ولعبتي كانت بتمثيل دور الغبية التي لم تكتشف تغير مشاعرك،ولم تشعر بارتباكك وترددك أمام الاعتراف بحقيقة مشاعرك .
غريب أمر حبنا . كيف خدعتنا مشاعرنا وعشنا أكذوبة حب كبيرة؟
أي نوع من السعادة والألم والشوق عرفنا ؟ واليوم لم يعد يشابه الأمس ... الأمس كان يحمل سعادة الحب والأمل بحكاية طويلة لاتنتهي .
واليوم يحملنا إلى مفترق طرق ، أنت تبحث فيه عن طريقة تعلن بها فشل حكاية حبنا،وأنا أقف كمتفرجة تنتظر كلمة النهاية لترحل .
يستهويني أن أجعلك تشعر بعقدة ذنب من قرارك بالفراق وخوفك عليّ من الصدمة، وارتباكك من تصورك لانهياري ودموعي .
يفرحني فرح طفلة صغيرة إحساسي بخوفك عليّ وعلى نتائج موت الحب في قلبك ، وبحثك عن مشكلة مهما كانت تافهة لبدء حملة الفراق .
لكنني بخبث الأنثى أيضا لم اترك لك فرصة لأخترع مشكلة، أوللاعتراض على آي شيء . عملت المستحيل لأبدو وأتصرف بكل الأنوثة والهدوء والنعومة المطلوبة من حبيبة .
جعلت من مشكلتك تسليتي بالرغم من شعوري بخطورة لعبتي وزيف تصرفاتي . ولكن ماذا أفعل بتمرد الطفلة في أعماقي؟
متى تكتشف أني لست ضعيفة كما تتصور، بل امرأة قادرة على مواجهة فشل حكاية حب ؟
زينات نصار
العالم امرأة ورجل ( الحب بكل اللغات )
النص ( 31 ) صــ 63 ــ
مُخجِل انطفاء الشوق
أحلى ما في الحب , انه حلم نتلذذ بخياله .
وأحلى ما في الحب , انه قدر نستسلم له بلا مقاومة ولا تردد .
لكن الحب ينتهي عندما نبدأ التساؤل .
وبالأمس سألتني : (( وبعد .. أين سنلقي بمرساة حبنا ، على آي شاطئ ؟ ما هو مصير المركب الذي يحملنا اذا ضاع الطريق ؟ ومتى سنتوقف عن الهرب من الناس ، من صدقنا ، من عواطفنا لنرتاح ؟..))
أنت الذي تسأل ،وتطلب الراحة من حبي الذي أعطاك الدنيا .. حبي الذي كان كالحلم , فتحول الى كابوس يحطمك ، فتنشد اليقضة للخلاص منه .. تسأل عن المصير وأنا التي جعلت من حبي لك شراعاً ، يتحدى الأفق والمجهول واللانهاية.
كنت أنتظراليوم الذي أسألك انا فيه : أين النهاية ؟
لكنك وصلت الى حاجز الملل بدوني , وكنت لا ازال اعيش في حلم حبك الذي سرقني من الدنيا ومن نفسي .
حزينة كلمات النهاية .
مؤلمة الاحرف المشردة التي تخاف الالتصاق .
موجع التردد والخجل والخوف من البوح بانكماش عواطفنا .
مخجل انطفاء جذوة الشوق من طرف واحد .
اين النهاية ؟
حبنا كان لحظة اللهفة والحيرة والشوق .
كان لحظة الحب بلا بداية ولا نهاية .. بلا تاريخ ولا مستقبل .
ونهايته عودة الجيش المهزوم بلا معركة , الى ارضه .
انا لن ادافع عن حبي لك .
لن أجيب على تساؤلك ,و لن اطرح الاسئلة ,
فالحب عطاء وليس استعطاء .
الحب بذل بلا انتظار ايجار القلب الذي نحتله .
الحب انتصار العاطفة على خرائط الغد المرسومة , على الدنيا , على النفس .
وحين يغزو تعب العشق قلوبنا , وتتردد الاسئلة عن الغد والمستقبل والنهاية..
ينتهي الحب ، وتضيع الاجوبة .
زينات نصار
العالم امرأة ورجل ( الحب بكل اللغات )
النص ( 32 ) صــ 65 ــ
تكفيني زهرة
لم تعد ترسل إلي زهوراً.
لم تعد تحمل لي وردة حمراء.
لم تعد تكتب إلي رسائل حب ،
ولم تعد تهمس بكلمة حنان.
لم يعد لقصيدة الحب رنين في أذنيك،
ولا لأغنية عشق ترنم على شفتيك،
وبدأتَ نسيان الأيام و التواريخ والذكريات.
ماذا أسمي ما جرى لك، وهل أبدأ تفسيراتي وأقول
أن التعوّد نهاية، والاطمئنان نتجيته الإهمال؟
لو أردتُ أن أكون امرأة عاقلة لكنت وجدتُ لتصرفاتك ألف تبرير. وشعرتُ بالاطمئنان مثلك، ورضيت بك كما أنت.
ولو أردتُ أن أكون امرأة متهورة لكنت وجدت لتغيرك ألف تفسير، وحوّلتُ حياتنا معاً إلى جحيم.
لكنني أقف في منتصف الطريق،
أرفض تبرير العقل، وأرفض جنون التهور.
أفهم أن التعود يطفئ شعلة الشوق،
ويخمد نار اللهفة والمبالغة في إظهار العواطف.
وكأية أنثى لا أستطيع التوقف عن الحلم، ولا أقدر على إخفاء ضعفي أمام التفاصيل الصغيرة التي ما زالت تضيء حياتي.
كنتَ في الماضي تبالغ في اهتمامك لدرجة تكبيلي وتحديد خطواتي وعدُّ أنفاسي.
كنتَ تبالغ في إخفاء تعبك حتى ولو شعرت بالاعياء كي تبقى بقربي،
وكنت تبالغ في إظهار فرحك وحجب مشاكلك عني إذا ما رأيت الابتسامة على شفتي كي لا أفقدها.
كنت تحيط بكل وجودي، وتخترع الأعاجيب والحكايات والمناسبات لإسعادي والبقاء بقربي.
باختصار..
كنت عاشقاً، واليوم أنت حبيب لا يعرف قلق ليالي الخوف من الغد.
أنا لا أطلب منك اليوم أن أبقى محور حياتك ووجودك،
لا أطلب تفرغك التام لي،
لا أتمنى لك القلق والخوف،
لأني أعرف أن للحب مراحل تخطينا أولها.
أنا لاأطلب منك حديقة زهور، ولا قصائد حب.
تكفيني منك زهرة تحملها بلا مناسبة،
وكلمة شوق تقولها حين لا أنتظرها،
وحوار لا يحتضر بيننا.
لا أطلب منك المستحيل،
لكني أطلب ما تحلم به كل أنثى حين تصاب بذعر التعود والاطمئنان مهما كانت حقيقة الحب كبيرة.
العالم إمرأة ورجل (الحب بكل اللغات)
زينات نصار