لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: من ذاكرة العمر

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مُدنُ الملح
    تاريخ التسجيل
    06 2006
    الدولة
    المملكة - الرياض
    العمر
    46
    المشاركات
    198

    من ذاكرة العمر



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    من ذاكرة العُمر



    ركضنا .. ولم نتعب

    لا نشكو إلا نعومة أظافرنا حيث لم تكن تقوى على فتح غطاء علب العصير..

    الفرح فينا يولد كل يوم كالطفل من جديد

    ذاكرتنا وكل ما في داخلنا فراغات غير مسكونة
    ***







    كنا نركض..

    بحثا عن صورة جديدة في الحياة

    نـَهـَـمٌ في أرواحنا يدعونا أن نستزيد من كل شي

    حتى الطين.. حتى الرمل

    كل شي فينا كان يحفظ الأشياء التي تمر به

    المكان، الزمان، اللون، الرائحة، كلها كانت تدخل إلينا حتى الأعماق

    لا شيء مألوف أبداً .. كل ما هو حولنا جديد ورائع وشهي..

    حتى وقع المطر على أيدينا ، صوت الطيور ، حفيف الأغصان

    صقيع الصباح، وبحثنا عن لحظة دفء تحت الشمس الباكرة..
    ***







    حقائبنا ، لون ملابسنا ، أحذيتنا ،

    دفاترنا والخطوط تسطر الورقات، حتى عنوان الدرس والتاريخ واليوم

    ماذا قلنا ماذا يقال لنا ..

    كانت مساحات الدماغ لدينا تستوعب كلّ شيء..

    ملاعبنا ، رائحة الهجير ، و لون المساء عندما نغادر ملاعبنا عائدين كالطيور إلى أوكارها

    حتى ملامح الشيوخ الذاهبين العائدين للمساجد.. وصوت الأذان في الممرات..

    لم يكن أي شيء حولنا إلا جديدا فريداً حِـساً ومعنى..
    ***







    كنا أشد ما نتوق إلى أن نصبح ذوي قامات طويلة كـ فلان

    كنا نتوق إلى أن تصبح سواعدنا أشد غلظة كساعد الحطاب والمزارع..

    كنا نتوق أن نكبر لو سنة أو سنتين للأمام حتى نعرف عن الغد كيف يكون

    ليس أكبر من عالمنا عالم آخر، خاصة عندما نجتمع صبية نلهو بالتراب

    نتحسس الأرض الأم كأننا متجذرين فيها متوغلين داخلها

    وما أكثر صراخ أمي عليّ حين تراني افتعلت شيئاً خطأ

    أو وسخت ملابسي أو بعثرت أشياء منزلنا ولربنا كسرت لها ريحانتها الصغيرة

    أو ... أو تشاجرت مع أخي ..
    ***








    يا أمي لم يكن ذلك إلا محض شقاء ولم أفعله عن أمري

    ذلك تأويل مالم تستطيعي عليه صبراً..

    ها أنا اليوم يا أمي أراني كما كنت أتمنى، كبيرا مثلهم..عريضاً كما كنت أحلم..

    لكنني أضعت ذاكرتي التي كانت تستوعب كل شي حولي وتبحث عنه..

    في زحمة العمر يا أمي تربعت على عرش الأربعين

    لم أكن أعلم بذلك

    لم يكن من اختياري والله .. جاءني هذا العمرغيلة ، داهمني بغته..

    سلبني ذاكرتي ، وسمل عينيّ ، وجذع أنفي ، و اجتز أذني ..

    فلم يعد هناك مايدعوا للفرح كي أستدعيه

    لم تعد هناك مساحات كالتي كانت أيامَ كنتِ ..
    ***








    قلبي .. ولم أحرص عليه ، فتيبس في صدري ومات..

    دمعي .. تحدر كثيراً فجف نبعه وغارت ملوحته في حلقي..

    صوتي .. بُحّ .. فقد لهثت في هذه الحياة كثيراً

    فما روى عطشي في هجير العمر شيء..

    لم يعد أي شيء يدعونا للسرور ..

    عيــيت بحثا عن ذاك فلم أجده..

    ها أنا ذا في صومعتي لا أشتم إلا نسمات الماضي العاطرة

    ولا أرى إلا صور مخيلتي القديمة كتلفاز جدي الأحمر القديم..

    فكل ماهو حولي لا يدعوا أبداً للنظر إليه..

    مجرد من الحياة .. خالٍ من كل شي إلا لون الرماد وبقايا الشحوب..

    هذه هي ذاكرتي يا أمي .. بعد أن غدوت كبيراً..



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




    " لا يستطيع أحد أن يقود أفرادًا دون أن يقوم بتوضيح المستقبل الخاص بهم "



  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية طائر من الشرق
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    11 2009
    المشاركات
    1,546

    رد: من ذاكرة العمر

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مُدنُ الملح مشاهدة المشاركة

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    من ذاكرة العُمر

    قلبي .. ولم أحرص عليه ، فتيبس في صدري ومات..

    دمعي .. تحدر كثيراً فجف نبعه وغارت ملوحته في حلقي..

    صوتي .. بُحّ .. فقد لهثت في هذه الحياة كثيراً

    فما روى عطشي في هجير العمر شيء..

    لم يعد أي شيء يدعونا للسرور ..

    عيــيت بحثا عن ذاك فلم أجده..

    ها أنا ذا في صومعتي لا أشتم إلا نسمات الماضي العاطرة

    ولا أرى إلا صور مخيلتي القديمة كتلفاز جدي الأحمر القديم..

    فكل ماهو حولي لا يدعوا أبداً للنظر إليه..

    مجرد من الحياة .. خالٍ من كل شي إلا لون الرماد وبقايا الشحوب..

    هذه هي ذاكرتي يا أمي .. بعد أن غدوت كبيراً..




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




    يا لجلال الذكرى ويالجمال البوح المتشح بمرالحاضر وألوانه القاتمة

    استرجاع ذاكرة زاهٍ بألوان الطيف وعبق الورد لماضِ جد بالتذكار

    فأوغر خنجره في قلب حاضر تعتمت رؤيته واندرست معالمه فأضحى

    مجهولا بلا هوية تتقاذفه يد الحصار والإنكسار في زمن العواطف المزيفة

    والعلاقات ذات الصلاحيات المؤقتة لك الله أيها القلب الصافي والشعور النقي

    قلم يستحق التكريم وأنامل تستحق الإحتفاء وكاتب يستحق التمجيد والإعلاء

    أبدعت يا سيدي في متناقضين( فرح/وترح) فطرزت لنا هكذا بوح بلون قوس قزح

    دامت شآبيب مزنك مغدقة

    وأدام الله عليك هاطل

    السعادة والعافية

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أمير الكلمة
    تاريخ التسجيل
    03 2010
    الدولة
    باآآآعماقهم
    المشاركات
    194

    رد: من ذاكرة العمر

    عندما تـستنزف الأشواق
    الدموع على مر الأزمان
    وتستبيح الجراح قتل الأماني
    وتموت البسمة تحت ظلام الليالي
    وتغرق الأحلام بوديان الأحزان
    وتسبح الصرخات إلى بر الآمال
    فــــ
    أين المفر من عواصف الذكريات؟
    ذكريات الغرام التى تستنطق الألم

    أصبحت الملامح باهتة كضباب الأيام
    و
    عــلـت الآهات تراكم الأوهام

    اااااااااااه
    استفقت الأن بعد أن قرصتني أشعة الشمس
    بلهيبها الشديد
    و
    يبقى نبض القلب معلقاً بكـ
    حين غياب أدمى قلبي نزفاً قاتل البعاد

    مدن الملح
    نبض احساسك رائع
    دمت بكل حب
    احترامي

    أمير الكلمة

  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية توليب
    تاريخ التسجيل
    06 2010
    المشاركات
    32

    رد: من ذاكرة العمر

    رائعه جدا هذه النصوص..
    يافعه كــ غادة جميله..
    وطازجه كـ رغيف خبز ..

    راائعه بحق مدن

  5. #5
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبن الريف
    تاريخ التسجيل
    03 2006
    المشاركات
    356

    رد: من ذاكرة العمر

    وخالقي لست ابالغ

    ان قلت باني وجدت نفسي وكأني في قعر تلك الايام لا في احتفاليات التغني بها

    نعم كثيرة هي النصوص في مثل ذلك

    فالحنين والتغني بالماضي والطفوله موضوع تشترك فيه انفس البشر

    وفي زخم ذلك لا يكون ملفتاً الا كهذا ابداع

    ابداع من نوع دقة التصوير وصدق التفاصيل

    وانتقاء صفوة الذكريات

    أخي مدن الملح

    كم ادين لك بما وجدته في اعماقي طيلة لحظات مكوثي هنا

    وكم سيبقى ذلك الشعور امداً طويلا بل سيكون طريقي الاصلح كلما دعاني زماني الي الهروب لتلك الايام

    خالص الود واصدقه

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •