وأطيب التحيا لك , فأنا أعرف قيمة طرحك لذلك كان وجودك دوماً يعتبر شيىء مهم بالنسبة لي , ولكن دعني أوضح شيىء ذوقي لجميع القراء والكتاب على حد سواء حول مسألة الآراء حين نختلف او نتفق. فهنا بضعة أسماء لا تفرق بين النقاش في حدته وقسوته -بعض الاحيان- وبين قلة الأدب. هذا أمر
الأمر الأخر :
ليعلم الجميع أنني عندما عندما أقوم بطرح فكره أو أرد على تعقيب ليس لأجل أن يؤمن بها الجميع أو الجزم القاطع بالصواب والتنصر لها إنما الغرض من طرحها اختبارها وقياس مدى صحتها من خلال تداخل القراء الجيدين وإعطاء الجرعات اللازمة والسجال الفكري الاستقرائي حتى تنهض الفكرة وتشذب من الخلل الذي عادة ما يكون في جزئيات الطرح , ويعم نفعها للجميع,
الموضوع هنا لا يمكن حمله على المجمل ، فكل نقطة تشكل مبحثا ضخما , فأنت تطرق أبواب عديدة من خلال تساؤلاتك بحيث تمر على جوانب عدة تتعلق بتاريخ النشأة والتأصيل ومسألة الهوية والقضايا الفكرية والفنية (شعر وغناء).
لا أريد الحديث عن النشأة والإرهاصات للشعر العامي في الجزيرة لأن ذلك لا يعطي للموضوع رشاقته فهو يشمل حتى لسان الفرزدق وربما يتشعب الموضوع أكثر. كذلك لا تحيطني معرفه وإطلاع على التاريخ الأدبي لمنطقة جازان كوني بعيد اجتماعياً وثقافيا عنها لأن إيرادي بالحديث عنها يعني أني اهرف بما لا أعرف ,
ولكن ما كان ملفت وصارخ في ردك الأخير أنك لا تميز المتغير الذي حصل للغة عن المتغير الذي حصل لموسيقى الشعر ,فالشعر الذي عرف بعاميته هو الزجل الأندلسي وهذا لون مستقل عن التوشيح والقصيدة العمودية , وتورد خلل معرفي بقولك أن أصل الموشح شرقي وليد اليمن ..ولكن الموشح هو أندلسي خالص كما اجمع المؤرخين فجاء في الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة أن الأندلس هم الذين وضعوا حقيقة صنعة التوشيح ونهجوا طريقتها, كذلك في كتاب "توشيح التوشيح للصفدي بقوله :الموشح فن تفرد به أهل المغرب وامتازوا به على أهل المشرق وتوسعوا في فنونه وأكثروا من أنواعه وضروبه.
هيمنة الشعر العامي ترجع إلى إحلالها في وضع لغة البديل أو اللغة المزدوجة , لأن كل أسباب قيامها قد وجدت وأهم ذلك هو قيام الأدب باللغة العامية وتسابق الأثرياء عليه وتشجيع الجمهور له وتنافسهم على مؤلفاته .كذلك الرقابة التي تفرض على الكتب الفكرية والدينية والسياسية هذه الرقابة أعفي منها كتب الفكر العامي التي تحرض على نشر هذا اللون وترك الحبل على الغارب للناشر العوام والمؤلفين منهم خاصة .
الشعر النبطي رائع يأخذ بالألباب وهو معبر لنا بطريقة أقرب لنا من الفصيح , ولكن مشكلته تكمن في خطورته بإحلاله بديلاً عن الفصيح كما تفضلت وأنا اتفق معك هنا.
بمالناسبة يا مارسيل في منطقة جازان كان تمارس عاده شركيه بحيث أن يكون هناك عائلة مشهور بأنها تشفي المريض وتبرئ الأكمه والأبرص وتفرق بين المرأ وزوجه وتجلب الخير والحظ والرزق والمطر... ليتك تبحث لي عن جذر او كتاب أو أي معلومات بطريقتك الخاصة .