أستاذي الفاضل

جميلة هذه النظرة المشرقة في هذا الليل الدامس


و اسمح لي أن أتفق معك في أفكارك أولا - قبل أن أتفق مع أحد آخر-


رسالتك هذه تحتاج إلى مرسل ومرسل إليه -نظاما-


والمرسل في مسألة المدارس هم أهلها مدراؤها ومعلموها وطلابها حتى

يجب أن تعمل نوايا النفع العام لدى المدراء فيكتبوا عن احتياجات مدارسهم إلى مركز الإشراف

وليوقع المعلمون والطلاب على عرائض من مثل ( ألف توقيع من أجل إصلاح المبنى )

لا يفترض في المطالبة حسن الظن بالغريم فلتصور هذه العرائض مع التحية أو بدونها وتكدس ثم ترفع إلى جهة أعلى - لا يفترض حسن الظن فيها أيضا وهكذا حتى تصل إلى السماء السابعة إن كانت سماء حقا

ليطلب المدراء مشرفين أو موجهين من الوزارة بافتعال مسرحية مشكلة ( فالوزارة تحب المشاكل )
ثم يواجهونهم بمطالبهم ويستكتبونهم أمام ما يريدون ( مع تشغيل اسطوانة حكومتنا الرشيدة بذلت ولا فرق بين أبناء الوطن و حقوق الإنسان )

وعلى طاري حقوق الإنسان لم لا يدعون إلى هكذا مدارس ويستكتبوا ويوثق ذلك بالصور الدامغة

وتجمع هذه المكاتيب والصور وتسلم من مدير إلى خلفه لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا


لكن المسألة أيضا تحتاج تحليلا للنوايا فبحسب نية المدير من توليه الإدارة يكون العمل
فإن كان الحريص على النفع العام ومصلحة الطلاب والبيئة التعليمية فعسى الله أن يوفقه
والتخلي عن الإدارة ورقة ضغط قوية ومؤثرة لتستجيب الوزارة أو إدارة التعليم بسبب الأزمة الإقتصادية في المدراء - هذا في الرياض ولا أدري عن مدراء جيزان

بالتأكيد إذا نزع المدير خوف غير الله وفكرة أنه عبد مأمور بالتعاميم وليس له إلا ما يؤمر ولا يبرح الأرض حتى يؤذن له

أما إن كان من فئة سمعنا وأطعنا

أو من فئة سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم

فلا رجاء يرجى


و لنوايا أهل مركز الإشراف مساحة قد تكون الأكبر

فإما المنفذ للتعاميم الخرافية والمتابعة الصارمة لمن تحته لتطبيق تلك الشرائع المنزلة

أو من لا يرى لنفسه دخلا بشيء

أو مهندس اللعب من أجل تحقيق الفوز بالسياسة وتحريك الحبال والضغط على من فوقه بمن تحته


إذن فالمسألة تحتاج إلى ( لوبي ) من المدراء والمعلمين والإعلاميين فالصحف تحب مشاكل التعليم
ولا يحزنهم من خالفهم أو ثبطهم أو طالت بهم الطيل قبل أن تلوح بارقة أمل

فالمسلم مطلوب منه العمل وليس مطالبا بالنتائج

التي سيغيرها الله إن غيرنا ما بأنفسنا



وتحية لك

وشيء آخر

أن تصور هذه الرسالة التي كتبتها وتضعها على مكتب الإشراف فبعضهم لا يعنيه ما يكتب هنا ويعده من لغو الحديث الذي أمر واقعة باجتنابه مالم يوضع في الورق على مكتبه وصار أداة واقعة

شكرا لك ولكل من مر

و إن كانت رؤية مصطفى عمر لواقع التعليم هي الرؤية وكل ماعداها تزيين عطار لن يعيد للهرم الشباب


والسلام