الباب الرابع/ مرفأ لكل السفن
النص رقم(11) صــ 156 ـــ
أنا ككل النساء
كان علي أن أعرف قبل أن أواجهك بثورتي أني خاسرة لمعركتي.
كان علي أن أعرف قبل أن أحدثك عن شكوكي أني سأفشل بإقناعك.
كان علي أن أعرف أن أحاسيس المرأة لا تحكى كلها.
أقف معك على مفترق الطرق. تدفعني الظنون إلى الإختيار الحاسم،
إلى قرار اتخذه وموقف أتمسك به وقناعة لا أغيرها،
لكن الإختيار صعب فمعك لا أستطيع أن أحمل جرحي وكبريائي وارحل،
ثورتي عليك ثورة كلمات أقولها وأحاسيس اشرحها لك وشكوك أخبرك عن مبرراتها.
معك أريد تطبيق النظرية التي تؤكد أن العتاب يحل كل مشكلة ،
ويغسل القلوب من كل الرواسب ،فأحدثك عن الأفكارالتي تراودني ،
أثور، أبكي ، أرفض وادعي تمسكي بموقفي وقراري، واكتشف أن لا العتاب ولا الدموع تبدد ثورتي وشكوكي.
تسمعني ،تنكر كل اتهاماتي ،تجد أعذاراً لظنوني ،وأشعر أن دفاعك عن نفسك مدروس كأنك تتوقعه،
فأثور أكثر وأنا أراك تتجرد من عفوية العاشق البريء.
لكن أجوبتك البسيطة المقنعة والمتوفرة لكل سؤال أسأله،ولكل إتهام أحمله،
تظهرأن كل شكوكي افتراء عليك وعلى حبك لي واخلاصك لحكايتنا،
فأسكت،وادعي الاقتناع لآنه وان كانت اجوبتك وتبريراتك تخمد نار ثورتي
إلا انها لا تطفئها،ويشفي الجرح من نزفه ولكن يبقى أثره ظاهراً.
كم مرة قررت ألا أحدثك عن أحاسيسي ،ألا أفتح باب العتاب بيننا ،
وأن أسيطر على كل ظنوني وأتصرف بلا مبالاة بحدسي وحاستي السادسة.
كم مرة قررت أن أؤكد أني لا أهتم للتفاصيل ما دام الحب بأسسه القوية يعيش في أعماقنا،
لكنه إدعاء سخيف وفاشل، فالحب يعيش على التفاصيل، يرتوي منها،
وأنا ككل النساء أضعف أمام وردة ولفتة حنان.
كان علي أن أعرف أن لا خلاص لي منك ،ومن حبك،
فالطريق معك مؤلمة تجرحني أشواكها ،والطريق بدونك ترعبني لأنها المجهول الذي لا أعرفه.
زينات نصار
العالم إمرأة ورجل (الحب بكل اللغات)