مرحبا مرة ثانية دلآل .. عدت لاستكمال النقاش فيما طرحته من أسئلة بموضوعكِ الهام


على بركة الله نبدأ :



هل تمثل هذه القنوات وما يعرض بها خطرا على ابنائنا المراهقين بما تعرضه من مسلسلات لا تخلو من قصص تدور معظمها حول الرذيلة ؟

لآ شك أنها تشكل خطرا كبيرا إن نحن لم نعرف ما ننتقي لنا و لأبنائنا .. فمعظم المسلسلات التي نشهدها اليوم على مختلف القنوات لا تخلو من حثّ على الرذائل و الفاحشة ، و ليس ذلك من قيمنا و لا من ديننا

فكيف بهم يجعلون الخمرة أمرا عاديا و مشروعا فيشربون و تراهم يحملون الكؤوس في كل حين .. و يدخنون رجالا و نساء و كأنّ ذلك ليس منهي عنه و نحن المسلمون ... و قس على ذلك الأفعال و المظاهر


السلبية التي يعرضونها ... فالمراهق له الظاهر و المظهر و هو في هذه السن يصدّق و يقلّد من باب الامتثال بالشخصيات فتراه يسلك ما يسلكون و لا أبعد من أن تجده يقع في غرام تلك المشاهد


فيتعلق قلبه و القلب ضعيف إن هو كآن غير محصّن تماما ، فما بالك بالفتاة المراهقة التي تبحث عن منفذ إن هي كآنت تعيش في محيط ترى كل ما فيه مقيدا من وجهة نظرها ، لا شك أنها تجد في تلك البرامج

و لا سيما المسلسلات ما به تنفس عن ذاتها فتراها تحلم و تبني لنفسها ملجأ و ليست بعيدة من الوقوع فيما يقعون فيه من باب الاتباع أو الحضارة كما يعتقدون و هم واهمون ....



وما واجبك انت /ي كأم وأب او أخ / ت تجاه نفسك وتجاه من تعول في منزلك من تقديم النصح وما هي افضل الطرق لاقناع الذات أولا والاخرين بالابتعاد عن تلك البرامج؟


هنا لا بدّ من الوقوف قليلا .. فالتربية هي الحصن المنيع و الأول الذي يجب أن نركز عليه في درء تلك المفاسد المترتبة عما نشاهد و لا سيما في الشهر الفضيل ، فالوالدان لا بدّ أن يقفا على ما يشاهد


أبناؤهم و ذووهم فيحرصون على انتقاء ما هو مفيد و اجتناب ما يضر بالعين و القلب و النفس ، أنت كأب و أنتِ كأمّ عليكما تنبيه أبنائكما إلى ما هو غير لائق بنا و بديننا و قيمنا ، علموهم الصحيح


و وبخوهم إن هم حادوا عن الصواب ، لا تحرموهم فتضيقوا عليهم و لا تمنحوهم كل الحرية فيحصل ما لا يحمد عقباه ، احضروا معهم البرامج المفيدة و المثقفة لعقولهم و التي من شأنها أن تكسبهم مناعة


و قوة ... شاركوهم الآراء فيما تحضرون من برامج و حصص و مسلسلات ناقشوهم و اعكسوا ذلك على ما تعيشون ... و لتكونوا دوما حاضرين لا مغيّبين بحجة العمل و الانشغال فنفوسهم قد تهوى و أنتم


لا تعلمون .... نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


ليس من سبيل للإقناع إلا الحوار و التمكن من أمور ديننا و الاطلاع على ما يحدث حولنا في الواقع .. فلا نحن نعيش الوهم و الخيال و لا نحن بالبعيدين عما يحيط بنا نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



_حينما كنا صغاراً كنا نتابع الفوازير وبعض برامج التي لايظهر بها تعري ومنكرات هل صُناع المادة الاعلامية اليوم لهم اهداف وفِكر يسعون لنشره من خلال ما ينتجون ؟

لست أدري تماما ما سبب ذآك الاختلاف الشاسع بين الإنتاج الإعلامي قديما و اليوم ، ربما هو تسارع الأحداث و كثرة الوقائع ، و اختلاف المفاهيم و تداخلها ببعضها ، نعيش في زمن يدّعي فيه هؤلاء الحرية


الإعلامية و رفع كل محظور في حين أنهم تجاوزوا باب الحرية إلى انتهاك حرياتنا فيما نشاهد ، إنهم و لا شك اليوم لا يهمهم ترسيخ القيم بقدر ما يهمم الريع المادي الذي يحصلونه من وراء الكم الهائل الذي


نشهده من إنتاجات فاشلة و بين قوسين " بايخة لدرجة تخليك تقرف حالك " ... إنها سياسة مبيّتة و فلسفة و إيديولوجية باتت تغرس فينا قيم الغير التي هي ليست بلائقة بنا و نحن من صار يتبعها من غير وعي


بالله عليكم أليس الاستعراض الذي نشهده من خلال المسلسلات و غيرها من البرامج الترفيهية لنساء مائعات هو تفكير منحل يدعو للترويج لسلعة بائرة .. أليس ذآك تفكيرا شيطانيا يرينا المرأة ذأك المخلوق الجميل


في صورة مستنكرة صرنا نستهجن فيها كل بنت حواء تدخل ذآك المجال .. إنه و لا شكّ أمر مدبّر نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



_ الإعلام العربي وخصوصاً الخليجي هل أصبح في سباق مع المُنتج المكسيكي والتركي المدبلج من خلال الخوض في قضايا وقصص تدور حول الرذيلة وخصوصاً مع المحارم والاقارب؟


دعيني أقول هنا أن الإعلام العربي ليس سوى نآسخ لا مبدع ، فما ينتجونه و يقال أنه منافسة ليس إلا تقليدا أعمى و إن كآنت بعض الوقائع التي يعرضونها باتت و للأسف الشديد منتشرة في مجتمعاتنا العربية

فهل يريدون الرجوع بنا إلى الدرك الأسفل بما يقدّمون أم تراهم حقا يؤمنون أنّ أعمالهم تلك من باب الحرية و المنافسة .. إن كآن كذلك فهو أدهى و أمرّ .


_ الى اي مدى ترون ان البرامج الرمضانية التلفزيونية تلهينا عن شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار وكيف لنا ان نحُد من تأثيرها على مستوى الأسرة والمجتمع؟

إنها ملهية لدرجة كبيرة تدع المرء منا ينجرف وراءها متابعا بشكل إدماني خطير ، فلا هو ذآكر و لا هو قآئم يصلي ، و لا هو بالغاض بصره في شهر له حرمته عند الله ، و لكي نحد من تأثيرها على مستوى


الأسرة و المجتمع لا بدّ أن يبدأ كلّ واحد منا بذاته فيصلحها ، و على كلّ أب و أم في كلّ أسرة مصغرة الحرص على أبنائهم و على أنفسهم مما يشاهدون ، عليهم الرجوع إلى حلقات الذكر و التذاكر بدل


السعي وراء أفكار تافهة لا تزيدهم إلا خسارا .. لا بدّ على الدعاة و المصلحين و القائمين على الإعلام أن يروجوا أكثر للبرامج المضادة إن صح القول ، فينشروا ما هو طيّب و يذكروا لعلّ الذكرى تنفع


المؤمنين .. على المساجد أن تقوم بدورها ... و أين هي اليوم من هذا الدور ؟




ذآك كان تعقيبي على موضوعكِ و قد استكملته بفضل الباري عزّ و جلّ فإن أصبت فالحمد لله و إن أخطأت فقد اجتهدت و سنرقب بقية الآراء نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


شكرا غاليتي