أعتقد أن الأهداف التي وضعت من أجلها هذه الإختبارات سواء كانت ( ثانوية عامة , قياس, تحصيلي, كفاءات ,هيئة التخصصات الصحية ) لا يختلف عليها اثنان أنها أهداف سامية و من أجلها أن تحقق مبدأ المساواة و أن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب.
و أعتقد أن المشكلة ليست فقط في آلية عمل و تطبيق هذه الاختبارات و إنما في الطالب نفسه ... نعم الطالب أو الطالبة .
دعني أعطيك مثالا بسيطا : ما هو التاريخ الأكاديمي لذي تتوقعه و تتمناه لطبيب ناجح ؟
الأجابة تكون أن يكون طالب متفوق منذ طفولته .
إذا ماذا تعني بكلمة متفوق ؟ هل تعني أنه يحصل على نسبة 99% أو 98 % في كل مراحله الدراسية ؟
لا يا عزيزي ; إن المفهوم الجديد للتفوق هو ليس فقط أن يحصل على نسبة عالية و لكن يجب أن تكون فيه المواصفات التالية :
1- أن يكون هذا الطالب يذاكر دروسة يوميا من أول يوم من الدراسة .
2- أن يكون هذا الطالب مواظبا على الحضور مبكرا و أن لا يغيب إلا بعذر محتم .
3- أن يكون حسن الخلق و أن يجيد فن الحوار و أن يكون واثقا من نفسه و منفتحا لا أن يكون مهزوز الشخصية و منطويا .
4- أن تكون الدرجة التي حصل عليها في مادة اللغة الإنجليزية مثلا تعكس المستوى الحقيقي لهذا الطالب في اللغة الانجليزية ..
5- أن يكون مثقفا و لا يقف علمه عند قراءة الكتب الدراسية فقط ..
طبعا كل هذه الصفات التي أراها أن تتواجد في طبيب ناجح منذ أن يكون في الصف الأول الإبتدائي بل من الروضة إلى التخرج من الجامعة .
سؤال : هل تعرف الوضع الحالي لمعظم طلاب هذا العصر "المتفوقون" و يحققون نسب عالية ؟
1- عدم مذاكرة الدروس يوميا
2- السهر و الحضور متأخرا و كثرة الغياب .
3- اغلب يومه يكون إما مشاهدة تلفاز أو أفلام أو الدردشة على الفيسبوك أو اللعب بألعاب الفيديو و السهر إلى وقت متأخر و عندما يعود من المدرسة ينام إلى المغرب أو العشاء
4- إلتزامه فقط بقراءة الملخصات و المذكرات التي يكتبها المعلمون "الأفاضل الحريصين على مستقبلهم!!!!!"
5- المذاكرة فقط ليلة الإمتحان أو قبله بأيام معدودة
6- محاولة البعض الغش في المتحان و محاولة استعطاف المعلمين بشتى الطرق من أجل أن يعطوهم درجة كامل.
الكثيرون منهم يتمتعون بذكاء خارق و لكن هذا الذكاء لا يفيد إذا لم يقترن بجد و عمل و تعب و مثابرة.
السؤال : كيف تستطيع الجامعات و كليات الطب إنتقاء طالب متفوق بالصفات التي ذكرتها ؟ الأمر أشبة بإخراج ابرة من كومة قش و خاصة في ضل ما نراه من تساهل من بعض المدرسين في أسئلة الاختبارات و خاصة بعد منع الإختبارات الوزارية لطلاب الثانوية.
في السابق كان الطلاب الذين يتوافدون على كلية الطب للقبول, نسبهم بين 99 أو 94 و لن تجد أحد نسبته 100 إلا ما ندر.
لكن أنظر الأن تجد أن 80% من الطلاب المقبولين في الطب نسبهم 100% ... ألا يثير هذا بعض الشكوك ...
إذا هنا وجب وضع هذه الآلية للتنظيم (القياس و التحصيلي ) و لكن هناك مشكلة في طريقة تطبيقهما و تكمن في أنها تكون محصورة في مرحلتين دراسيتين فقط (ثاني وثالث ثاانوي) و يجب على الطالب أن يحل أسئلة قد مرت عليه منذ المرحلة الابتدائية و المتوسطة و هنا تكمن الصعوبة .
أما للبنات فهناك ظلم واضح في تطبيق هذه الاختبارات حيث يتاح للطالبة اختباران فقط في السنة الأخيرة بينما يتاح للطالب 4 محاولات قياس و محاولة تحصيلي واحدة في السنة الثانية و الثالثة .
و أنا أجزم إن كان هناك طالب متفوق و بالمواصفات التي ذكرتها آنفاً , فسيجتاز هذا الإمتحان بكل يسر و سهولة ...
أعزائي : أتذكرون الخوف و الرهبة التي كانت تعترينا من اختبارات الوزارة التي وجدت في السابق و ألغيت ... هي نفسها يجب أن تكون من اختبار القياس و التحصيلي عند أبنائنا الطلاب و لكن لفترة طويلة ...
و ميزة هذا الإختبار أنه يستطيع التحضير له منذ المرحلة المتوسطة فهناك وقت كافي ....
لكن أنظر الآن إلى معظم الطلاب عندما تسألهم كيف ستحضر نفسك لهذا الإختبار و يكون جوابه" حجرة بقرة قلي عمي عدي لما العشرة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 "
عموما هناك أخطاء فادحة في تطبيق هذه الأنظمة و في تعامل الطلاب مع هذا النوع من الإختبارات الجديدة عليهم بالرغم من سمو أهدافها النبيلة ...
أما بالنسبة لإختبار التخصصات الصحية فأرى أنه يجب أن يجتازة كل طبيب وممرضة و هو ضرورة و عدد من الأطباء يخبروني أنه ليس بالصعب ... و يعتمد على ما درسة الطالب في سنوات الطب و التمريض.
أخيرا بالنسبة لإختبار مزاولة المهنة المزمع إقامته فأنا ( مع و ضد)
أنا معه حيث توجد بعض الكوادر التعليمية من الخطأ أن تسميهم معلمين فهم بطريقتهم لا يمتون للتعليم بصلة و إنما هم أدواة هدم في المدارس و هم قلة و المشكلة أن المدير و الموجه لا يستطيع أن يمسك عليه شيء فهو يتملص كالثعبان و لا يستطيع النظام أن يوقفه عند حده ...
تخيل أن يكون هناك معلم مادة دينية و هو يحضر متأخر و يغيب أكثر الأيام و يسهر و يخزن القات و يدخن .... أما في الفصل فلسانة لا يتوقف عن الكلام البذيء و هلم جر ... أي طلاب سيخرجون من تحت يد هذا المعلم ... لابد أت تكون هناك وسيلة تردعه .
و على الجانب الآخر نجد ذلك المعلم الخلوق و الممتليء علما وثقافة و أجزم لو طرح عليه مثل هذا الإختبار فلن يكون عقبة في طريقة ما دام أنه واثق من نفسه ...
تحياتي