في رثاء الكاتبة السعودية الراحلة ... هديل الحضيف رحمها الله

بعض ما يجب تجاه قلم مبدع






أشيح للدمع حتى لا يباغتني = وأدعي الصبر والمحبوب في كفن
هديل يا رأفة الدنيا و رحمتها = هديل يا نفحة الإشراق والوسن

لا يعرف اللؤلؤ المكنون في صدف ٍ = حتى يغوص لها الغواص في جُنَن
رحلت تاركة ً حزنا ً عليك رمى = كل المحبين بالإفلاس والجُبُن

كانت بك الدار تحلو في مرارتها = والصاب مستعذب ٌ طعمُ الحياة هني
لما رحلتِ استفقنا من غوايتنا = وفاض منا بكاءُ الشوق والشجن

لم تحملي من أذى الدنيا سوى ألم ٍ= ولم يذق غصنُك الذاوي سوى وَهَن
هذي رفوفك بالأكداس من كتب ٍ= ترنو إلى قارىء ٍ في عقله فطن

وهذه بعض أقلام ٍ مبعثرة ٍ = كانت يداك لها الأصحابَ من زمن
وهذه في فضاء العلم شاهدة ٌ= باب إلى جنة ٍ تاقت إلى وطن

باق ٍ هديلك يشدو في جوانبها = باق ٍ ويبقى عبير الذكر فيك غني
ظلالهم يا عذابي ليس تتبعهم = خمس وعشرون ما كانت ولم تكن

ليت النسيمَ الذي واراكِ يبلغه = نسيمُنا بعضَ ما نشكو من المحن
تخطف الموت زهراً في كمائمه= لم يمتهنه الصبا يوما ً ولم يهُن

أبا هديل لك الله الذي ابنجست = لأمره أعين تجري وليس تني
صبراً ففي الصبر أجر لست تبلغه = بالجد فاصبر وخل الحزن للزمن

إنا مصابون كل ٌ في مرابعه = وحائرون وكف الحزن في ذِقَن
أروى دعاؤكِ أولى فاحبسي شجناً = إني حبست على بعد المدى شجني

و الله ما سنحت ذكرى بسانحة ٍ = إلا بكيت على عملاقة المدن
هديل أشتاق ...لكني أقول أسى ً = جرت رياحي بما لا تشتهي سفني