تحيّة عطرة للجميع ، و أرجو من الله أن أكون قد وفّقت في اختيار ما يرقى لأذهانكم ...
لن أعالج موضوعي من باب الفلسفة و إن كان لا ينفصل عن هذا المجال فتفضّلوا بقراءته :
بداية فيفي وماالفلسفة غير هذا الجما لمناقشة قضية ؟!
رائعة فيفي
مرحبا بالملكة الأنيقة
كتب الناقد الأكاديمي الفرنسي " رينيه جيرار " في كتابه : الكذبة الرومنسية و الحقيقة الروائية
قائلا :
" نظنّ أننا أحرار و مستقلّون في خياراتنا ، سواء في اختيار شخص ما أو غرض هذا وهم رومانسي ..
الحقيقة أننا لا نختار إلا الأغراض التي يرغب فيها الآخر ، و التي تحفّزها في أغلب الأحيان
المشاعر الحديثة .. و هي ثمرة الغرور العام و تتمثل في الحسد و الغيرة و الكراهية .. "
ثم
لهذا الفرنسي رأي لا يتجاوز متاهة عقلة القاصر
ولا أجد لمقولته قاعدة انطلقت منها
له رأيه ولمن شاء أن يوافقه ذلك
أوضح
هو رأيكِ و أحترمه و ليس ل " رينيه جيرار "
إلا أنه قد جعل الرغبة مجرد محاكاة
مرتبطة بطبيعة الإنسان
من هذا المنطلق أتساءل هل الحرية التي ندّعيها و التي نعتقد أنها منبع لإرادتنا أصيلة أم مقلّدة ؟
في ظني ياماريا
أن الحرية التي نتمتع بها قاصرة لا مقلدة بمعني حرية شبه سجينة
وهذه تختلف باختلاف الشخصيات
بمعنى آخر
أنت حر بحدود الدين وما سمح به الك
ولو بقي هذا الإطار لكانت حريتنا بلغت المقصد إذ الشارع هو الأعلم بالنافع
لكن حجمها العرف البغيض
فأصبح الفرد يقيد حريته بمن حوله إلا أن يتكبد ليتمتع بها في حدود مالا يغضب الله
هنا لامجال للتقليد إلا عند ضعاف الشخصيات عديمي الثقافة المستجلبين حتى للحرية ممن يرونهم قدواتهم
والقدوات تلك حرياتهم قمة العبودية
فلسفت لك لكن ستفهميني
أحسنتِ التعقيب و القول و ذاك لبّ الموضوع ... فليس ما نشهده من مظاهر الحرية
إلا قصورا و ما الساقطون في متاهات التقليد غير الضعفاء ممن جعلوا لهم قدوة
لا تفقه من حريّتها إلا شعورا مقيّدا![]()
هل الفضاءات الحرة التي نلجأ إليها كالأنترنت أو الفنون أو الكتابة كفيلة بمنحنا الشعور بالحرية
الذي نفتقده في واقعنا ؟
لا فهي وإن حققت نسبة كبيرة من الحرية لنا
إذ تتخير الطبقة الفكرية التي تتعايش معها أفكارك وتتبادل التجارب المشابهة لماتريد
فهي تهبنا شعور الإزدواجية
المشتتة للاستقرار النفسي
ذلك أنك تتواجد في مجتمعٍ يقيدك بالتجريم مهما تخفيت من نقدهم
تلك الازدواجية التي عنها تتحدثين تقع فريسة هجمات فكرية ربما ليست إلا
نبعا من انتقادات لاذعة أو لربّما اختلاسات أيديولوجية مبهرجة![]()
إلى أيّ مدى تكون أفعالنا و تصرفاتنا ناشئة عن رغبات أصيلة فينا لا مجرّد محاكاة لما
نشهده كنماذج
في الأوساط التي نعيشها ؟؟
إلى مدى الذات التي نتمتع بها
أي
بحسب شخصية الفرد فهناك شخصيات جبلت على المحاكاة للشخصيات القيادية لا تنفك باحثة عنها
لتسير مراكبها حسب اتجاهات رياحهم
وغالبا يزعمون أنهم أصحاب قرارهم
وأخرون فضلوا صنع قراراتهم وصياغة عالمهم بحرية بعيدا عن التبعية حتى لمن يحبونهم ويرونهم كبارا
إلا في الفكر
ماااريا![]()
هو الفرق إذن بين التبعية و الحرية الحقة ... فمن جبل على التقليد و المغلوبية
إن صح التعبير لا ينفك يسبح في المحاكاة و العكس عند من يصنعون القرار
بملء إرادتهم
أين نحن من قيمنا و تراثنا في تجسيد أفكار و أيديولوجيات كثيرا ما تتضارب أو تتعانق مع غيرها من
واردات الآخرين و خاصة المجتمعات غير المسلمة ؟؟
بعدت عن الفلسفة ماريا بالمرة
باختصار
يجدر بنا أن لا نقف بين البينين كالحبة بين شقي الرحاة
أي
لا نتقوقع في قيمنا وموروثاتنا
ولا نستجلب ثقافات الآخرين
بل
نأخذ من كلٍ مالا يؤتر على تعايشنا في إطااار الدين
هو الحفاظ على القيم دون أن يمنعنا ذلك من الإبحار في ظل ما يردنا
و الفكر الحرّ بحق من عرف ما يصطاد في ذاك التعكر
هل تغيّر أو تؤثّر تلك الفضاءات الحرة على شخصياتنا ؟؟
أم أننا نظهر أنفسنا بمظهر المتحرر الواهم ؟؟لا شك أنها تؤثر والمقتحم لتلك الفضاءات سيؤيد قولي
إذ يلاحظ ماحدث به حين خاض غمار تلك الفضاءات
ربحنا قدرا من الحرية الخاصة بنا
ف
أهم اصناف الحرية أن تتحرر من قيود التبعية الفكرية
وتعرف أنك كائن يجب أن يتميز بخصوصيته الفكرية
ماااريا المحاورة الفيلسوفة
صدقتِ فلسنا بمنأى عن ذاك التأثير و الفائز من حظي بمساحة خاصة يعبّر
فيها عن فكره المتحرر دون ضرر أو ضرار
ملكة من القلب أشكر هذا الفكر النيّر و التعقيب القيّم الذي أضاف للموضوع نكهة
خاصة