تحيّة عطرة أحبتي في منتدانا الغالي
أودّ أولا أن أشكر كل من شارك أو زار موضوعي ... فالكثيرون قد اعتذروا عن عدم الرد
ربّما لأني انتقيت موضوعا فكريا قد لا يرقى لاهتمام الجميع أو لربّما لو كان التبسيط أكثر
لكان أجمل ....
لكن مع ذلك فقد سعدت حقا بمحاورتكم و الاستماع لآرائكم و مناقشة أفكاركم الراقية
فقد أضفتم بصماتٍ عبّرت عن حرية الرأي
ثمّ دعوني قبل أن أختم أعبّر عن رأيي الخاص فيما طرحت و إن كنت في كلّ مرة أعقب
فيها عليكم أبدي وجهة نظري و زاويتي التي منها أنظر للقضية ...
الحريّة لا تعني أن أفعل كل ما فيه أرغب ، فالرغبة كثيرا ما تكون من الهوى و هذا الأخير
يبدو لنا في عدّة أطباق و أذواق شهية يدفعنا الفضول لاكتشاف طعمها و تجريبها
فإما حلاوة تلازمنا و إما مرارة و ندم يلاحقنا .
أما أنّ تلك الفضاءات التي فيها نجد ملاذا ننفّس فيه عن مكبوتاتنا و ما يخالجنا من شتى
الأفكار و السلوكات و التي يراها البعض صعبة المنال و التحقيق في واقعه فإنّ فيها
النافع و الضار و لعلّ العاقل و المتروّي فيما يتلقاه أو يعالجه مما يعرض عليه أثناء ممارسة
حريّاته يدرك تماما أنه لا بد أن ينتقي و يختبر فلا يقع في فخّ المحاكاة و التقليد الأعمى
فينسى أو يعمل على طمس هويّته كما يريدون له ... كذاك الغراب الذي أراد أن يقلّد مشية
الحجل فلا هو أفلح و لا حافظ على مشيته![]()
لا ننكر أنّ للأنترنت و الكتابة أو غيرهما من المجالات الواسعة التي انفتحنا عليها اليوم
عظيم الأثر ، لكن المشكلة تكمن فيما يحكمنا من تربية و تفكير قويم و أطر صحيحة
فمتى ضاعت هذه ضعنا في بحر تلك التغيّرات
الحريّة فضاء واسع لا يمكن أن ندّعي بأنه ما ننتقيه من مأكل أو مشرب و لا هو بممارسة
ما نرغب و لا هو تعدٍّ على حقوق الغير باسم الأحقية ... و ليس الدين بعائق ، الحرية
منحت لنا في حدود فهمنا لما يحيطنا من قوانين و نظام و متى ما أدركناها و فقهنا كيف
تسير عرفنا كيف نحرّر أنفسنا من ظلمات التفكير اليائس الباحث عن ملاذ و هو يملكه
في داخله .
هذا ما كان من قضيّتي التي شاركتكم إياها و لا يسعني أخيرا إلا أن أوجه الشكر
الجزيل لصاحب فكرة المسابقة الأخ الفاضل " البحري " فقد أتاح لنا فرصة التعرّف
لقدراتنا الحوارية و منح للجميع فسحة للعطاء و البذل في سبيل الرقي بالفكر و تبادل
الآراء و لعلّ ذلك أجمل فوز و إن لم نفز فيما بعد بالجائزة![]()
ثمّ لا أنسى أن أوجّه تحية تقدير لدكتور حب لموضوعه الجميل و ل كاجومي و ريحانة
الغاليتين فقد طرحتا من المواضيع الاجتماعية ما يستحق الوقوف عنده .. كما أنّ ل بنت
القرية باعا جميلا في طرح ما هو قيّم للنقاش ... و للفاضل حكمي أسلوب حكيم في
تنميق الحرف وصولا لعقولنا و قلوبنا و إن لم أره يتابع موضوعهو ل جداوي تحية
خاصة أيضا لأنه طرح من المواضيع قضية تتناول ما يهدد مقدساتنا " المساجد "
و لمشرفي القسم كل التقدير أستاذي الغالي " أبو فييه " و القدير السيد " بحار " ...
و كما قلت و أقول دوما تذكر أن رأيي خطأ يحتمل الصواب و رأيك صواب يحتمل الخطأ
دمتم رائعين كما أنتم و إلى لقاء آخر في فرص آتية بإذن الرحمن
أسأل الله أن أكون قد وفّقت و لو قليلا في معالجة هذا الموضوع و الرقي لذائقتكم
لأرواحكم باقات ورد